تقرير مفصل بالنسبة لمن يريد أن يفهم حقيقة مايجري في منطقة الكركرات و ماذا تدبر البوليساريو و الجزائر للمغرب.
سنوات 2014 /2017 بسبب الكركرات كانت المنطقة بأكملها على حافة حرب طاحنة فقد بدأت البوليساربو بدعم من الجزائر تحركات من نوع آخر بهذه المنطقة كان الهدف منها تحقيق مكاسب عسكرية و سياسية و تخفيف الضغط العسكري للقوات المسلحة الملكية عن منطقة المحبس و تفاريتي و فتح جبهة جديدة على المغرب من أجل تغيير قواعد اللعبة التي بدأ البوليساريو و الجزائر بخسارتها.
عسكريا حاولت البوليساريو ترحيل سكان بعض المخيمات من تندوف إلى محيط قندهار و جعلهم دروعا بشرية لمليشياتها المسلحة إستعدادا لتنفيذ عمليات عسكرية ضد المغرب
فالبوليساريو خططت لحرب مباغتة بدعم جزائري
لكن جهاز مكافحة التجسس بالمغرب لم يكن غافلا عما كان يحاك ضده لأن جهاز المخابرات العسكرية إضافة إلى العين الثالثة كانو يراقبون الوضع بدقة بالغة و يتتبعون تحركات الإنفصاليين بشكل مستمر و كانت التقارير الأمنية تصل إلى القيادة أولا بأول و بدأت عملية وضع الخطط العسكرية لإحباط خطط البوليساريو المدعومة من قبل الجيش الجزائري و قد إستطاع صقور المخابرات و الأمن بالمغرب فك شيفرة الخطة و بدأت الصورة تتضح و هي أن البوليساريو تريد قطع معبر الكركرات لأنه يمثل شريانا إقتصاديا مهما للمغرب و عمقه الإفريقي و قطع هذا الطريق عبر عمليات عسكرية محدودة تحت غطاء مدني من شأنه تسليط المنظمات الحقوقية على المغرب لأن أهم مرحلة في خطة البوليساريو هي ورقة اللاجئين الذين كان من المخطط نقلهم إلى المنطقة العازلة و جعلهم ستار للعمليات العسكرية فهم أرادو دفع المغرب نحو عمليات عسكرية يذهب ضحيتها اللاجؤون المدنيون و تصوير الرد العسكري المغربي على أنه إبادة للصحراويين مما يضرب في العمق صورة حقوق الإنسان لذى المغرب و يضع مجهودات 40 سنة في مهب الريح. و يعيد قضية الصحراء إلى نقطة الصفر. لكن ما إن إكتملت الصورة لذى القيادة السياسية في المغرب حتى أعطيت الأوامر لتنفيذ الخطة ألف و تحرك الجنرال دوكور دارمي قائد الدرك الملكي فقام بتحريك وحدات الدرك الحربي بالخطوط الأمامية التي تفصل بين الجيش المغربي وعناصر جبهة البوليساريو، كما قامت هذه القوات بتنفيذ عمليات شبه عسكرية خارج الجدار الدفاعي المغربي بعمق خمسة كلومترات داخل المنطقة العازلة المسماة قندهار حيث ثم حجز عدد كبير من المعدات و السيارات المسروقة و تم إعتقال عدد من المهربين و العناصر الإجرامية التي تنشط هناك و تم تطهير المنطقة من المرتزقة الإنفصاليين و أتباعهم و قام المغرب بتعبيد ممر الكركرات لتسهيل مرور البضائع نحو موريتانيا و عمقه الإفريقي.
لم تستوعب البوليساريو الصدمة لأن التحركات الخاطفة لقوات الدرك الحربي جعلت مقاتلي المرتزقة ينسحبون إلى الخلف و كانت أقصى تحركاتهم هي إرسال سيارة رباعية الدفع تحمل على مثنها كاميرا للتصوير و مقاتلين مسلحين بكلاشنكوف و مراقبة أشغال إنجاز الطريق من قبل المغرب.
حاولت البوليساريو الرد على تحرك الدرك الحربي المغربي من خلال تحرك أممي لكن كل تحركاتها بائت بالفشل لأنها لم تستطع إقناع المنتظم الدولي بقوة ملفها. مما دفعها بالعودة كل مرة الى معبر الكركرات من أجل تحقيق مكاسب سياسية لكن كل تحركاتها هناك قوبلت من قبل الأمم المتحدة على أنها خرق لإتفاق وقف إطلاق النار و قد أصدر الأمين العام للأمم المتحدة قرارات تدين لعب البوليساريو ورقة الكركرات.
الخلاصة أن المغرب بفضل يقظته الأمنية و قرائته الواقعية للأحذاث إستطاع التغلب على المخطط الجزائري الإنفصالي فقد خرج مستفيدا من أزمة الكركرات لأن تحركاته العسكرية و السياسية دفعت الأمم المتحدة إلى تصحيح أكذوبة الأراضي المحررة التي تسوقها البوليساريو داخل المخيمات و التأكيد على أنها منطقة عازلة محرمة دخولها من قبل القوات المتنازعة.
كما أن الديبلوماسية المغربية جعلت المنتظم الدولي يقتنع بأن تحرك البوليساريو في معبر الكركرات يفضح وجههم الحقيقي و هو أنهم قطاع طرق مرتزقة إنفصاليين هدفهم زعزعة أمن المغرب و إستقرار منطقة شمال إفريقيا.
اليوم تعيش المنطقة نفس السيناريو لكن هذه المرة لم يتدخل الدرك الحربي المغربي لإفشال هذا المخطط لكن المغرب يحضر مفاجئات غير متوقعة للبوليساريو