بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد، فإن المجلس العلمي للمسلمين ببلجيكا، المعتمد لدى الهيئة التنفيذية؛ نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها العالم اليوم من جراء تفشي وباء كورونا، وما ترتب عليه من إغلاق المساجد وغيرها، وتوحيدا لكلمة المسلمين وجمعا لشملهم، وسدا للذريعة ودرءا للبلبلة، ودفعا للضيق والحرج، يوصي المجلس المسلمين ويحثهم على أن يقيموا صلاة التراويح هذا العام الاستثنائي في بيوتهم أفرادا أو جماعات في حدود أفراد الأسرة القاطنين في كل بيت تحت سقف واحد بما يسمح به قانون #الحجرالصحي، والنظام العام، #دونبثمنالمسجد أوغيره عبر وسائل النقل من راديو وتلفاز وغيرذلك؛ فإن الله تعالى رفع الحرج عن المسلمين بنص القرءان الكريم في قوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ.
ومن جهة أخرى يكون المسلمون قد أحيوا سنة التراويح على الطريقة التي يحبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد قال لأصحابه الكرام بعد أن رأى منهم الحرص الشديد على أن يصلوا خلفه صلاة القيام، قال لهم بصريح العبارة: (فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة)، رواه البخاري في صحيحه بهذا اللفظ وراه مسلم بلفظ آخر قريب منه. وفي حديث آخر وهو حديث صحيح رواه أبو داود وغيره (صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا الصلاة المكتوبة)، وما وسع المسلمين في تعليق صلاة الجمعة في المساجد خلال هذه الفترة العصيبة، ينبغي أن يسعهم في صلاة التراويح من باب أولى وأحرى.
ونضيف هنا ونؤكد أن الأجر والثواب ثابت بإذن الله، لمن يقيم صلاة التراويح في البيوت فرادى أو جماعات في نطاق أفرد الأسرة في كل بيت، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. ومن في قوله عليه الصلاة والسلام من قام رمضان من صيغ العموم، تشمل الفرد الواحد والجماعة، وأقل الجماعة اثنان، لما ورد في الأثر اثنان فما فوقهما جماعة، والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.
سائلين المولى جل جلاله أن يدخل علينا شهر رمضان بالرحمة والمغفرة والرضوان، وأن يجعله شهر فرج من هذا الوباء إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
ورمضان مبارك سعيد وكل عام أنتم بخير.
وحرر يوم الاثنين 26 شعبان 1441هـ الموافق لـ 20/04/2020م
المجلس العلمي للمسلمين ببلجيكا المعتمد لدى الهيئة التنفيذية