اورو مغرب سفيان عزام
مع اقتراب عيد الأضحى، وفي ظل الظرفية الراهنة التي تتسم بندرة المياه وارتفاع أسعار المواشي، أثار قرار الحكومة بإغلاق الأسواق الأسبوعية أمام “الكسابة” (تجار الأغنام) موجة من التساؤلات والانتقادات في أوساط التجار المتضررين، وبينما يؤكد الكثيرون على تفهمهم و دعمهم للقرار الملكي المتعلق بإلغاء عيد الأضحى لهذا العام في إطار المصلحة العامة، يرى بعض تجار الأسواق الأسبوعية أن إغلاق هذه الأسواق أمامهم هو قرار “جائر” ويحرمهم من مصدر رزقهم المشروع.
يتساءل هؤلاء التجار عن سبب هذا القرار، خاصة أنهم لا يعتزمون شراء الأغنام للذبح كأضحية العيد، بل لغرض التجارة البحتة، يقول أحد تجار المواشي في سوق أسبوعي بالمنطقة الوسطى: “نحن مع إلغاء العيد ومع القرار الملكي الذي نعتبره حكيماً في هذه الظروف الصعبة، لكن لماذا يتم إغلاق الأسواق الأسبوعية أمامنا؟ هل يعتقدون أن كل من يشتري الغنم في هذا الوقت هو بالضرورة يريدها للذبح؟”.
ويضيف تاجر آخر، “نعتمد على هذه الأسواق لتصريف بضائعنا ولشراء المواشي التي نبيعها على مدار السنة. هذا ليس موسم عيد الأضحى فقط بالنسبة لنا، بل هو مصدر عيش يومي”، ويشير التجار إلى أنهم يمتلكون رؤوس ماشية تحتاج إلى بيعها أو شراء أخرى لضمان استمرارية نشاطهم التجاري، وأن إغلاق الأسواق يضعهم في مأزق حقيقي، ويحد من قدرتهم على تدوير رؤوس أموالهم.
كما يثير هؤلاء التجار نقطة مهمة تتعلق بالتأثير على سلسلة التوريد بأكملها، فإغلاق الأسواق لا يؤثر فقط على التجار أنفسهم، بل يمتد ليشمل صغار مربي المواشي الذين يعتمدون على هذه الأسواق لبيع منتجاتهم، وكذلك المستهلكين الذين قد يرغبون في شراء الأغنام لأغراض أخرى غير الذبح، مثل التربية أو إعادة البيع.
ويطالب التجار المتضررون من هذا القرار بضرورة إعادة النظر فيه، أو على الأقل تقديم توضيحات حول دوافعه الحقيقية، ففي الوقت الذي تتفهم فيه الفئات المتضررة الأسباب الكامنة وراء إلغاء عيد الأضحى، يبقون حائرين أمام قرار يمس قوت يومهم بشكل مباشر، ويعتقدون أنه لا يخدم بالضرورة الأهداف التي وضعتها الحكومة، فهل من الممكن إيجاد حلول بديلة توازن بين المصلحة العامة والحفاظ على مصادر رزق شريحة مهمة من المجتمع؟
عذراً التعليقات مغلقة