اورو مغرب ادريس بنعارف
وسط أجواء احتفالية بهيجة، أسدل الستار يوم الثامن عشر من مايو الجاري على فعاليات النسخة الخامسة عشرة للمعرض الجهوي للكتاب بمدينة الناظور. على مدى أسبوع كامل، تحول كورنيش المدينة إلى فضاء نابض بالحياة الثقافية والفكرية، تحت شعار بالغ الدلالة: “الكتاب وثقافة القراءة في زمن الذكاء الاصطناعي”.
هذا الحدث الثقافي المتميز، الذي نظمته المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – بجهة الشرق، بدعم سخي من مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، وبشراكة مثمرة مع عمالة إقليم الناظور، وجماعة المدينة، والكلية متعددة التخصصات، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمعهد الثقافي الإسباني “سيرفانتيس”، حقق نجاحًا لافتًا بكل المقاييس.
فقد شهدت هذه الدورة إقبالًا جماهيريًا واسعًا من مختلف شرائح المجتمع، رجالًا ونساءً، شبابًا وأطفالًا، مما يعكس تعطش المنطقة للفعاليات الثقافية الجادة كما تميزت بتنوع وغنى برنامجها الثقافي والفكري، الذي استجاب لمختلف الاهتمامات والتطلعات.
زوار المعرض كانوا على موعد مع باقة متنوعة من الأنشطة، بدءًا من حفلات توقيع الكتب التي أتاحت لهم فرصة للقاء مؤلفيهم المفضلين والتعرف على إبداعاتهم عن قرب، مرورًا بالندوات الفكرية المعمقة التي استضافت نخبة من المفكرين والأكاديميين لمناقشة قضايا راهنة وملحة، وصولًا إلى الورشات التفاعلية الموجهة للأطفال واليافعين، والتي ساهمت في غرس حب القراءة والمعرفة في نفوسهم بطرق مبتكرة ومسلية.
ولعل أبرز ما ميز هذه الدورة هو التركيز العميق على شعارها المحوري: “الكتاب وثقافة القراءة في زمن الذكاء الاصطناعي” فقد شكلت اللقاءات الفكرية منصة حيوية لاستكشاف العلاقة المعقدة والمتغيرة بين الكتاب والقراءة في ظل الانتشار المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وما يفرضه ذلك من تحديات وفرص على المشهد الثقافي والمعرفي.
إن تنظيم هذه النسخة الناجحة من المعرض الجهوي للكتاب بالناظور يأتي في سياق الجهود المتواصلة لتفعيل استراتيجية وزارة الشباب والثقافة والتواصل الرامية إلى تقريب الكتاب من عموم المواطنين، وتكريس ثقافة القراءة كأداة أساسية للتنمية الفكرية والاجتماعية، وتعزيز الحضور الثقافي على المستويين المحلي والجهوي.
وفي ختام فعالياته، عبرت الجهة المنظمة عن بالغ سرورها وارتياحها للنجاح الكبير الذي حققته هذه الدورة على صعيد التنظيم وحجم المشاركة والتفاعل كما أكدت التزامها الراسخ بمواصلة العمل الدؤوب من أجل وضع الثقافة والكتاب في صلب اهتمامات المجتمع، وإيمانا منها بالدور الحيوي الذي يلعبانه في مواجهة التحديات المتسارعة التي يفرضها عصر الذكاء الاصطناعي.
إن اختتام الدورة الخامسة عشرة للمعرض الجهوي للكتاب بالناظور ليس نهاية المطاف، بل هو محطة جديدة في مسيرة تعزيز الثقافة والكتاب في المنطقة، وبداية لجهود مستقبلية أكثر طموحًا وعمقًا، تهدف إلى بناء مجتمع قارئ ومثقف، قادر على مواكبة مستجدات العصر وتحدياته.
عذراً التعليقات مغلقة