اورو مغرب ادريس بنعارف
مباشرة بعد صلاة الجمعة المباركة، اهتزت ساحة مسجد ترقاع بنواحي الناظور بصرخة مدوية تجسد عمق التلاحم الشعبي المغربي الأصيل مع القضية الفلسطينية ، فبدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، احتشد العشرات في وقفة تضامنية حاشدة مع أهل غزة الأبية، ليقدموا للعالم أجمع صورة حية عن مدى تجذر هذه القضية في قلوب المغاربة.
كان المشهد مهيباً ومؤثراً، حيث حجّت جموع غفيرة من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية للتعبير عن غضبهم العارم واستنكارهم الشديد للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر، علت الأصوات بهتافات قوية وشعارات مدوية، تطالب بإنهاء فوري للانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في غزة، ورفع الحصار الجائر الذي يكبل القطاع ويخنق أهله.
ارتفعت اللافتات التي تحمل عبارات الدعم والتأييد لصمود الشعب الفلسطيني البطل، والمطالبة بتوفير الحماية الدولية له في وجه آلة البطش الإسرائيلية، كما لم يتردد المشاركون في الوقفة في التنديد بالصمت الدولي المخزي إزاء ما يتعرض له الأهل في غزة من قصف وتدمير وحصار خانق يفتك بأرواح الأبرياء.
وقد عبّر المتدخلون في هذه الوقفة التضامنية عن إشادتهم البالغة بصمود أهل غزة وثباتهم الأسطوري في وجه العدوان الغاشم، مؤكدين على أن قضيتهم ليست مجرد قضية شعب يناضل من أجل حريته، بل هي قضية كل حر وأبي في هذا العالم يرفض الظلم والاضطهاد.
ومن خلال هذه الوقفة الحاشدة، وجهت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة نداءً عاجلاً إلى كافة الضمائر الحية في العالم، وإلى المنظمات الحقوقية والإنسانية، للتحرك الفوري والضغط بكل الوسائل المتاحة على المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم في غزة، وتمكين المنظمات الإغاثية من إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية والعاجلة للسكان المحاصرين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية كارثية.
إن هذه الوقفة التضامنية التي شهدتها مدينة الناظور ليست مجرد حدث عابر، بل هي تأكيد جديد وقوي على أن قضية فلسطين حاضرة بقوة في وجدان المغاربة، وأن التضامن مع أهل غزة يمثل جزءاً أصيلاً من قيمهم وهويتهم الراسخة، وهي رسالة واضحة للعالم بأن الشعب المغربي لن يتوانى عن التعبير عن هذا التضامن بكل الوسائل المتاحة حتى يتحقق النصر والحرية للشعب الفلسطيني الشقيق، وتزول الغمة عن أرضه الطاهرة.
عذراً التعليقات مغلقة