تابع يوم الاثنين الماضي أكثر من مليوني مشاهد آخر نشرة أخبار قدمتها الصحفية البلجيكية مارتن تاني(Martine tanghe) لآخر مرة بعد اثنين وأربعون سنة من العطاء الاعلامي، حيث صاحبها إلى الاستوديو أفراد من أسرتها واسترجع معها زملاءهابعض الذكريات واستمعت إلى شهادتهم في حقها، و تفرجنا سويا كيف ان ملك بلجيكا فليب استقبلها وكرمها وأثنى عليها. عرفت هذه الصحفية بصدق التعبير وإتقان اللغة الهولندية والنطق الجيد للكلمات، تدخلاتها وحسن إدارتها للنقاشات السياسية على المباشر خاصة في مرحلة الانتخابات، وقد فازت بكثير من الجوائز في اللغة،حيث أشادت كثير من القنوات المحلية بهذه الاعلامية التي ودعت الإعلام برصيد امتد لأكثر من أربعة عقود.
قال عنها الملك فيلب انها قدوة يقتدي بها كل الشباب وهي التي تغلبت على كل الظروف لتكون ثانية إمرأةتلج الإعلام البلجيكي.
لقد اوردنا هذا المثل ليكون عبرة لكل المسؤولين عن الإعلام في الوطن العربي، ملك البلاد يستقبلها ووسائل الإعلام تخصها بالبرامج التي تتغنى بسيرتها، مواطنون مشيدون ومعتزون لم يفلتوا على أنفسهم لحظة وداعها يحركهم وازع الحرية ونكران الذات والتفاني في العمل،وهي صفات عرفت بها.
لماذا لا يحظى الاعلامي العربي بنطاق واسع من الحرية؟ لماذا تكثم الافواه؟ لماذا تهدم الكفاءات؟ لما يقتل الصدق؟ لماذا يهان الصحفي المقتدر الصادق؟ متى سنقتدي بهؤلاء في تكريمهم للمرأة وباعتزازهم بالصحافة الصادقة التي ليس لها انتماءات ملونة أومشبوهة.
بقلم : نزيهة طاهري












عذراً التعليقات مغلقة