اورو مغرب اعداد وتقديم سفيان عزام
مع تباشير موسم الحصاد الذي يحل ضيفًا كريمًا على ربوع إقليم الناظور، وتحديدًا في منطقة بوعرك بالناظور الجديد، تستقبل الأسر الريفية هذه الفترة بنفحات من الفرح والبركة، فالحقول التي اكتست حلة ذهبية استعدادًا للعطاء، لا تجلب معها خيرات القمح والشعير فحسب، بل تحيي معها عادات وتقاليد عريقة تتوارثها الأجيال.
وفي قلب هذه العادات، تتربع “الزميطة” على عرش المائدة الريفية كأكلة شعبية أصيلة، يزداد الإقبال عليها بشكل ملحوظ تزامنًا مع وفرة الحبوب، فما إن تلوح في الأفق بشائر الحصاد، حتى ينشط الأهالي في شراء القمح الطازج، الذي يحمل بين طياته عبق الأرض وسخاء الطبيعة، ليتم تحويله بمهارة وحب إلى هذه الأكلة المغذية واللذيذة.
عدسة جريدة “أورو مغرب” كانت حاضرة في قلب هذا المشهد النابض بالحياة، حيث رصدت تصريح احد الفلاحة الذي اكد الإقبال الكبير على شراء القمح في أسواق بوعرك ، وفي برنامج خاص على الجريدة الالكترونية اورو مغرب ، أكد المتألق سفيان عزام، أحد أعمدة البرامج المعدة بـ “أورو مغرب”، على الأهمية القصوى التي تكتسيها “الزميطة” في الثقافة الغذائية الريفية ، كما أشار إلى أن هذه الأكلة ليست مجرد وجبة، بل هي رمز للتراث والهوية، وحلقة وصل بين الماضي والحاضر.
“الزميطة” التي تتكون أساسًا من دقيق القمح المحمص والمطحون، تضاف إليها مكونات طبيعية أخرى كاللوز والجوز والسمسم والتوابل العطرية، لتمنحها مذاقًا فريدًا وقيمة غذائية عالية ، كما تعتبر وجبة مثالية للفطور أو العشاء، كما أنها رفيق أساسي للرحلات والنزهات، لقدرتها العالية على إمداد الجسم بالطاقة والدفء.
إن الحراك الذي تشهده بوعرك في هذه الفترة، يعكس مدى ارتباط أهل الريف بأرضهم وتقاليدهم ، فالإقبال على إعداد “الزميطة” ليس مجرد استهلاك لمنتج محلي، بل هو احتفاء بموسم الخير، وتعبير عن الفخر بالموروث الثقافي الغني الذي يزخر به إقليم الناظور.
ومع كل حبة قمح يتم طحنها، ومع كل رائحة زكية تفوح من المنازل أثناء إعداد “الزميطة”، تتجدد قصة حب أهل الريف لأرضهم وعاداتهم، وتستمر هذه الأكلة الشعبية في الحفاظ على مكانتها كرمز أصيل من رموز المطبخ الريفي العريق.