بغض النظر على ان هذا الوباء حرب بيولوجية حسب رأي البعض ، وقعتها القوى العظمى لفرض سيطرتها على العالم،أو وباء كباقي الأوبئة التي عرفتها البشرية عبر العصور،أو كما يرى البعض ابتلاء اصاب البشرية جمعاء لترجع إلى جادة الطريق أو عقاب من الله ارسله على عباده بعد ما عاثو ا في الأرض فسادًا وأكثروا من الذنوب.فان هذا الوباء يعتبر محطة لنقد الذات وتفقدها خاصة مع الحجر الصحي المفروض طواعية أو إجباريا .
هذا الحجر يعتبر بمثابةسجن كبير للبشرية جمعاء له معنى عميق جدا هو ان باستطاعة الإنسان التخلي عن مظاهر الترف والبذخ والاستمتاع بالكماليات والالتزام فقط بما هوضروري لعله ينجو بجلدته.
الا يمكن ان يعتبر الإنسان من هذا الوباء ليكبح نفسه عن القيام بالرذائل ما ظهر منها وما بطن عن كل ما من شأنه أن يؤذي به نفسه والآخرين .نحن لا نتكلم هنا عن تجار الحروب الذين اختاروا سبل الإغتناء على رقاب بني البشر،أو هؤلاء التجار الذين يقومون بتخزين البضائع والسلع لإظهارها في الوقت المناسب بأثمان خيالية.،ناهيك عن عديمي الضمير الذين ،مع بداية الحجر الصحي، تهافتوا على الدكاكين والأسواق لإقتناء أكبر كمية من الطعام دون التفكير ممن سياتي بعدهم ولا يجدون ما يسدون به رمقهم،فماذا كان سيكون شعورهم لو جاؤوا متأخرين ووجدوا الرفوف خاوية على عروشها.
أما ان لبني الإنسان ان يعتبر من هذا المخلوق الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة الذي أوقف عجلة الاقتصاد العلمي والذي سيغير خريطته بعد حين، الذي أوقف نزواته وشهواته الحيوانية وجعله يلتزم بيته رغمًا عنه عوض التسكع في الطرقات واكل لحم اخوته احياء.اما ان للإنسان ان يتذكر انه”من اصبح معافا في بدنه امنا في سربه له قوت يومه كما احيزت له الدنيا بحذافيرها”الحديث.
لو كنا نعتبر من تجاربنا أو تجارب الآخرين لكنا من الفائزين في الدنيا والآخرة ولكن هيهات هيهات على النفس البشرية الأمارة بالسوء.
فاللهم ارفع مقتك وغضبك عنا وارفع الداء والبلاء عنا وعن البشرية جمعاء .
بقلم: بوكيلي محمد