بناصا من الرباط الإثنين 12 أكتوبر 2020 – 9:43 ص
قال عبدالرحيم المنار اسليمي ،رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، إن السياق الذي تتحرك فيه مليشيات البوليساريو مرة أخرى نحو معبر الكركرات يُفسره إجتماع مجلس الأمن الذي سينطلق اليوم الاثنين، حيث تُريد جبهة البوليساريو خلق توثر يتزامن مع اجتماعين مقررين لمجلس الأمن هذا الأسبوع حول ملف الصحراء ،كما أن سياق تحرك مليشيات البوليساريو نحو الكركرات.
وأضاف اسليمي في تصريح لجريدة بناصا، “ويأتي هذا التحرك بعد التقرير الذي قدمه الأمين العام الأممي لمجلس الأمن حول الوضع في الصحراء، حيث أن البوليساريو والجزائر فهما أن مجلس الأمن يتجه نحو قرار مشابه للقرار السابق رقم 2494 بكل رسائله الواضحة نحو الجزائر والبوليساريو”.
وتابع رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني أن تقرير الأمين العام الأممي وجه رسائل واضحة للبوليساريو، منها أن مليشيات البوليساريو لاتحترم الإتفاق العسكري بينها وبين الأمم المتحدة، وأن الكركرات تظل المنطقة العازلة بين البوابتين المغربية والموريتانية”.
وزاد المتحدث ذاته “يلاحظ أنه رغم هذه الرسائل تعمد البوليساريو مرة أخرى إلى دفع مليشياتها نحو الكركرات، الشيء الذي يعني أن البوليساريو وحدها لا يمكنه إتخاذ هذا القرار الخطير دون أن تكون وراءه الجزائر”.
ويقول اسليمي موضحا، أن “دفع البوليساريو بمليشياتها مرة أخرى نحو الكركرات يأتي بعد اجتماع عاصف مع المخابرات العسكرية الجزائرية خلال الأيام الماضية جراء فشل المحاولات الأولى لغلق المعبر، ولعل هذا مايفسر اختيار الجزائر لمقربين منها لقيادة هذا السلوك العدواني الجديد نحو معبر الكركرات”.
“فالمخابرات الجزائرية اختارت”، حسب اسليمي، كل من “المدعوة مريم السالك حمادة، وهي رئيسة اللقاءات الصيفية التي تتم ببومرداس وتقوم فيها الجزائر فيها كل صيف بتحريض أشخاصا من البوليساريو على القيام بأعمال تخريبية بالمغرب، واختارت أيضا المدعو حما ولد البونية الذي يشرف على أحد المخيمات، وهو أحد جلادي البوليساريو ضد الساكنة بالمخيمات، وقد سبق أن هاجمته الساكنة منذ ثلاث سنوات في عملية احتجاجية وأشبعته ضربا، بالإضافة إلى المدعو حما ولد البونية الذي يقود المليشيات نحو الكركرات هو تابع لأوامر القيادي البوهالي، واختارته الجزائر والبوليساريو إلى جانب مجموعة أشخاص لأنها باتت لاتثق في من يخرج من المخيمات بعد عمليات الفرار المتتالية لأشخاص بعرباتهم من المخيمات نحو المغرب عبر المنطقة العازلة”.
وزاد اسليمي “المخطط كبير وتوجد وراءه الجزائر التي تريد قطع الطريق بين المغرب وموريتانيا وخنق الإقتصاد الموريتاني واقتصاد غرب إفريقيا، الذي يلعب فيه المعبر التجاري الكركرات دورا حيويا كبيرا ،ومن هنا يضيف اسليمي ،يكون المخطط الجزائري يستهدف المغرب وموريتانيا معا”.
ويخلص اسليمي في قراءته لما يجري إلى أن “البوليساريو ومعها الجزائر يوجدان اليوم في مواجهة الأمم المتحدة، وأن معبر الكركرات يهم المغرب وموريتانيا معا لكون الجزائر تريد قطع الطريق بينهما، وأن المغرب، حسب المتحدث، يملك حق الدفاع الشرعي عن النفس مادام الأمر يتعلق بمخطط جزائري، وأن الذين تدفع بهم البوليساريو والجزائر ليسوا مدنيين، وإنما أشخاص مسلحين حيث لا يمكن التمييز بين المدني والمسلح في من تدفع بهم الجزائر والبوليساريو نحو الكركرات، ويزداد الخطر لأن المخيمات مفتوحة أمام الإرهابيين وحركات الجريمة المنظمة ،لذلك يملك المغرب حق الدفاع الشرعي عن النفس في مواجهة هذا الخطر لحماية نفسه وحماية العابرين للطريق للتجاري”.