داني زهير يعود بجزء ثانٍ من سيرته الذاتية: “آش داني لحريك”

اورو مغرب محمد الزبتي30 أبريل 2025آخر تحديث :
داني زهير يعود بجزء ثانٍ من سيرته الذاتية: “آش داني لحريك”

اورو مغرب

بعد النجاح الذي حققه الجزء الأول من سيرته الذاتية “آش داني لحريك”، يعود الفنان التشكيلي داني زهير بجزء ثانٍ من هذا العمل الأدبي الصادق، في إصدار جديد من 110 صفحة، صدر عن مطبعة الأداب بمكناس، يواصل فيه الغوص في قاع تجربته مع الهجرة السرية، ويكشف بقلمه الرشيق تفاصيل معاناة جيلٍ حمل أحلامه على ظهره، وارتمى في حضن المجهول.

في هذا الجزء، لا يكتفي داني بسرد الذكريات، بل يحوّلها إلى مرآةٍ لواقع أوسع، إلى لوحة تمزج بين الألم والجمال، بين السقوط والنهوض، بلغة شعرية تفيض صدقاً وحرقة.

“آش داني”، تلك العبارة التي يتداولها المغاربة حين تشتد وطأة الندم، تتحول بين صفحات الكتاب إلى سؤال وجودي يتكرر بصيغ شتى: من نحن حين نُسلب الوطن؟ وماذا يبقى منا حين نغامر بكل شيء من أجل اللاشيء؟

ما بين ضفتين—ضفة وطن ضاق بأحلام شبابه، وضفة حلمٍ بدا واسعاً لكنه كان فخاً من ضيقٍ آخر—ينسج داني سرده، لا كمهاجر فقط، بل كفنان يُؤرّخ لمرحلة من عمر الوطن، ويوقّع بالألم لوحات من سؤال الهوية والانتماء.

آش داني لحريك الجزء الثاني ليس مجرد سيرة ذاتية، بل شهادة إنسانية تمسك بجمر الحقيقة، وتنصت إلى الأنين المتخفي في صمت المهاجرين، وتضع القارئ أمام مرآة قراراتٍ كانت أثمانها باهظة.

هو كتاب يُقرأ بالقلب، ويُحسّ بالرئتين، كأن كل صفحة فيه زفرة من صدرِ وطنٍ ينزف أبناءه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Translate »