دهس غيثة.. طفلة سحقها التسيب وكملوها ب: “عندنا الفلوس”!

اورو مغرب محمد الزبتي22 يونيو 2025آخر تحديث :
دهس غيثة.. طفلة سحقها التسيب وكملوها ب: “عندنا الفلوس”!

اورو مغرب لبنى موبسيط

في بلد يفترض أن تحمي فيه القوانين أرواح الأطفال، وتضمن فيه السلطات أمن المصطافين، وقعت جريمة لا تغتفر على شاطئ سيدي رحال، طفلة اسمها غيثة، في عمر الزهور، خرجت لتلعب وسط العائلات، فعادت محمولة على سرير الإنعاش، بجمجمة مهشمة وفك مكسور، بين الحياة والموت، لأن أحدهم قرر أن يسوق سيارة رباعية الدفع وسط الرمال… ويجر خلفه دراجة مائية وكأن البحر ضيعته الخاصة.

شاطئ أم مسرح جريمة؟

ما حدث لم يكن حادثا عاديا، بل مشهد قتل موصوف بالاستعلاء والوقاحة، سيارة تقتحم شاطئا مكتظا بالعائلات، دون أي تدخل من السلطات، دون حواجز، دون مراقبة، دون منطق..هل تحول شاطئ سيدي رحال إلى مضمار استعراض للمتهورين؟ أم أنه صار مساحة فوضى محمية بالصمت؟

الجريمة لا تقف عند الدهس…بل تتعداها إلى الإهانة

بعد الحادث، خرج والد الطفلة غيثة في تصريح مؤلم من قلب بوجيدة، وقال بمرارة يصعب تحملها:”بنتي كانت كتضحك وكتلعب فالرملة، داز فوق منها بكاط كاط ومني ديتها للسبيطار…جا واحد من عائلتو وقال ليا: حنا عندنا الفلوس.”

عبارة قاتلة، لا تقل وقاحة عن الجريمة نفسها..هل صار المال حصانة ضد القانون؟ هل صارت الطفولة تسحق لأن الجاني يملك النفوذ؟ هذا هو السؤال الأخطر الذي يكشف أن ما حدث ليس مجرد فاجعة عائلية، بل مؤشر على انهيار المنطق في التعامل مع الحق في الحياة..الطفلة التي كانت تفتح الباب لوالدها كل مساء، وتقفز لتحضنه، أصبحت اليوم جسدا مكسورا في غرفة الإنعاش.

والدها يقول بحرقة:”أنا من أسبوع ما رجعتش للدار..كنهرب من صوتها ومن ذكرياتها..كانت باغا تصايف فهاد الصيف..ورجعت مابين الحياة والموت.”

هذا الأب لا يطلب انتقاما، لا يهدد، لا يصيح..هو فقط يصرخ بكلمة واحدة: العدالة.

صمت مريب وسؤال ملح..من يحمي الأطفال على الشاطئ؟

من سمح للسيارات بالدخول وسط الشاطئ؟ من رخص سياقة سيارة و جر “جيت سكي” فوق الرمال

هل ننتظر موتا جديدا كل صيف لنستفيق؟

إذا كان فعلا ما قيل على لسان قريب الجاني صحيحا:”حنا عندنا الفلوس”، فهنا لا بد أن يعلنها المجتمع صراحة:
العدالة لا تشترى..الدم لا يقايض. والمغرب ليس بلدا تباع فيه القوانين.

#العدالة_لغيثة

غيثة لا تحتاج الرثاء، بل تحتاج الاستفاقة من التواطئ مع الفوضى..تحتاج إعلاما لا يطوي القضية في موجة “الترند”.
تحتاج شعبا لا ينسى.

متابعة لبنى موبسيط

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    Translate »