اورو مغرب إبراهيم بن مدان
في خطوة فريدة من نوعها تحاكي عبق الإبداع الأدبي وتحتفي بالمواهب الناشئة، ولدت بين دفّتي كتاب “شرفات قصصية” مجموعة تحمل بين طياتها نفحات من ألوان الحلم والحياة. إنها حكايات سطّرها تلاميذ يمتلكون قدرة خاصة على تحويل الكلمات إلى لوحات ناطقة تنبض بالأحاسيس. عبر قصصهم القصيرة، نجحوا في تسطير مشاعرهم النقية وإبداعهم العفوي، مما جعل هذا العمل تحفة أدبية بعيون صغار أضاءت فضاء الأدب.
ولأن كل إبداع يحتاج إلى من يشعل فتيله وينثر بذوره الأولى، كانت الرؤية وراء كتاب “شرفات قصصية” هي إنشاء مساحة تحتضن تلك الأصوات الناشئة. هذه المجموعة القصصية ليست مجرد صفحات تزينها كلمات التلاميذ الموهوبين، بل هي منصة أدبية تشيد بهم وتبرز إمكانياتهم الفريدة. جسر يربط بين عوالمهم الصغيرة وبين عالم الأدب الرحب، حيث تتحول أفكارهم ومشاعرهم إلى حكايات تنبض بالحياة وتعكس تجاربهم وأحلامهم وتطلعاتهم.
لكن، ما كان لهذا المشروع أن يكتمل لولا مساهمة نخبة من الأدباء والنقاد المغاربة الذين أبدوا سخاء أدبيا استثنائيا. فقد تكرم هؤلاء الأدباء بتقديم قراءات محبّة برؤية داعمة لأعمال التلاميذ، مما أضفى مزيدا من العمق والتقدير على هذا العمل. بروحهم المتواضعة وكرمهم الفكري، فتحوا آفاقا جديدة لهؤلاء الناشئة، مقدمين لهم الدعم الذي يحمل في طياته بذور المستقبل الأدبي الواعد.
كتاب وأدباء مغاربة ساهموا بمشاركاتهم الثرية في هذا الكتاب القصصي: عبد السميع بنصابر، محمد البوعبيدي، الحسين قيسامي، نعيمة السي أعراب، عمر لوريكي، زهور بن السيد، عبد الهادي الفحيلي، رشيدة القدميري، هيثم همامون ونبيل موميد، برعاية صاحبة الفكرة ومنسقتها الأديبة رفقة أومزدي، هؤلاء الذين جعلوا من إبداعهم وعطائهم الأدبي جزءا لا يتجزأ من نجاح هذا المشروع، ليكون بمثابة جسر يعبر به الناشئة نحو آفاق جديدة.
“شرفات قصصية” نافذة مشرقة ومبادرة فريدة تعكس روح التعاون بين أجيال الأدب، حيث امتزجت مواهب الناشئة بإبداع الأدباء، لتعلن بثقة أن الحكاية مستمرة، والأدب لا يزال ينبض بالحياة في قلوب الكبار والصغار على حد سواء. وقد شكل مركز التفتح الفني والأدبي بسلا ركيزة أساسية في دعم هذه المبادرة، بإيمانه العميق بأهمية رعاية المواهب الصاعدة ومنحها فرصة التألق في عالم الأدب. هذا الدعم الثمين من المركز أضاف طابعا مميزا للمشروع، وساهم في تحويل الأفكار إلى واقع ينبض بالإبداع، ليصبح “شرفات قصصية” جسرا حقيقيا يَعبر من خلاله الناشئة نحو مستقبل أدبي واعد.
عذراً التعليقات مغلقة