اورو مغرب
في الفترة الممتدة من 28 إلى 31 من شهر مايو 2025، تحولت مدينة طنجة البهية، “عروس الشمال”، إلى قبلة لعشاق كرة القدم ومحبي المواهب الكروية الصاعدة، حيث استضافت بنجاح باهر الدورة الخامسة من “دوري ابن بطوطة الدولي لكرة القدم”، هذا الحدث الرياضي البهيج، الذي أضحى علامة فارقة في الأجندة الرياضية الوطنية والدولية، أقيم بتنظيم محكم من طرف الجمعية المغربية لتنمية كرة القدم، في شخص رئيسها السيد يوسف العلمي، وتحت إشراف ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، وبشراكة فعالة مع جماعة طنجة ومجلس عمالة طنجة.
لقد عرفت هذه الدورة مشاركة قياسية وغير مسبوقة، حيث اجتمع 94 فريقًا يمثلون 1800 لاعب من مختلف المدارس والأندية والأكاديميات الكروية، سواء الوطنية أو الدولية، وقد تراوحت أعمار المشاركين ما بين 11 و 16 سنة، مما أضفى على الدوري طابعًا مستقبليًا واعدًا، حيث تبارت نخبة من المواهب الشابة التي تمثل أمل كرة القدم في الغد.
ما ميز هذه النسخة بشكل خاص هو الحضور الدولي الوازن، الذي منح الدوري بعدًا عالميًا. فقد شهدت الملاعب الطنجية صولات وجولات فرق عريقة من مختلف أنحاء العالم، نذكر منها: CP سبورتينغ البرتغالي، وCF getafe الإسباني، بالإضافة إلى أندية بلجيكية مرموقة مثل Andelecht وBeerschot V.A وUnion Saint Gilloiseg. كما أضاف فريق Breda الهولندي لمسة من التنوع الكروي، ولم يغفل الدوري عن استقطاب المواهب الإفريقية، فكان الفريق السنغالي F.A Louis Saint حاضرًا بقوة.
وإلى جانب هذه المشاركة الدولية المتميزة، لمعت الأندية المغربية العريقة التي لا تقل كفاءة وحضورًا في الساحة الرياضية فقد حضر عمالقة كرة القدم الوطنية كالرجاء البيضاوي والوداد الرياضي ونهضة بركان والفتح الرياضي واتحاد طنجة، إلى جانب فرق جهوية ومحلية وأكاديميات وطنية برزت بشكل لافت. وتجدر الإشارة هنا إلى المشاركة الفعالة والمحفزة لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تعد الشريان النابض الذي يضخ دماء رياضية مستقبلية في شرايين بلد مقبل على رهانات رياضية قوية، هذه المشاركة تجسد وبشكل ملموس الخطاب الملكي السامي الهادف إلى النهوض بالرياضة على كافة المستويات، وخصوصًا الساحرة المستديرة كرة القدم.
لقد شكل “دوري ابن بطوطة الدولي لكرة القدم” في نسخته الخامسة مناسبة فريدة لتبادل الخبرات وتوطيد العلاقات بين الأندية والمدارس الكروية، كما أتاح للمواهب الشابة فرصة لا تقدر بثمن للاحتكاك بأساليب لعب مختلفة واكتساب تجارب جديدة على المستوى الدولي، وهكذا، تكون طنجة قد أثبتت مرة أخرى أنها مدينة قادرة على احتضان كبرى التظاهرات الرياضية، وأنها تحتضن في قلبها طموحات وأحلام أجيال كاملة من اللاعبين الواعدين الذين سيصنعون مستقبل كرة القدم.
(الصحفي: محمد بونعاج)
عذراً التعليقات مغلقة