اورو مغرب
لا شك أن مدينة فاس، تلك اللؤلؤة التي تزين تاج المغرب ، تحتل مكانة خاصة في قلوب المغاربة والعرب ، فهي ليست مجرد مدينة، بل هي متحف مفتوح يحكي حكاية حضارات متعاقبة ، ومركز إشعاع علمي وروحي امتد تأثيره عبر القرون ، ومع ذلك فإن هذه المدينة العريقة تواجه اليوم تحديات كبيرة ، أبرزها ضعف البنية التحتية ، ولا سيما قطاع النقل العام.
فاس التي كانت ولا تزال عاصمة المغرب الروحية والعلمية والتاريخية ، تستحق أن توفر لساكنتها خدمات نقل عام ذات جودة عالية ، فالسكان الذين يعشقون هذه المدينة بكل ما فيها ، يشعرون بالإحباط واليأس بسبب الوضع الكارثي لحافلات النقل العام ، هذا الوضع لا يتناسب مع تاريخ المدينة العريق ولا مع طموحات ساكنتها.
ان تدهور شبكة النقل العام في فاس له تداعيات سلبية عديدة ، منها تكدس الحافلات القديمة والمتعطلة حيث يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الضارة ، مما يهدد الصحة العامة للساكنة كما يعاني الكثير من المواطنين من التأخر عن مواعيدهم بسبب تعطل الحافلات أو عدم توفرها بانتظام .
ويعكس الوضع الحالي لقطاع النقل العام صورة سلبية عن المدينة ، مما يضر بسمعتها السياحية والاستثمارية،
ولتجاوز هذه الأزمة ، يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة والفعالة ، اولها استبدال الحافلات القديمة بأسطول جديد من الحافلات الحديثة والمجهزة بأحدث التقنيات وتوسيع شبكة خطوط الحافلات لتغطي جميع أحياء المدينة، وتوفير خدمة نقل عام متاحة للجميع.
إن تحسين قطاع النقل العام في فاس ليس مجرد رفاهية ، بل هو ضرورة ملحة لضمان التنمية المستدامة للمدينة وحماية صحة وسلامة ساكنتها ، ندعو المسؤولين إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجاوز هذه الأزمة ، وإعادة الاعتبار إلى هذه المدينة العريقة التي تستحق الأفضل.