متحدون من أجل الحرية: اللقاء التاريخي بين حركة المغرب من الغد والحكومة القبائلية

euromagreb5 ديسمبر 2024آخر تحديث :
متحدون من أجل الحرية: اللقاء التاريخي بين حركة المغرب من الغد والحكومة القبائلية

 

اورو مغرب

هموش الحسن

نظمت حركة المغرب من الغد، يوم الأربعاء، استقبالًا تكريميًا للحكومة القبائلية، التي مثلها رئيسها، سعادة فرحات مهني، برفقة عدة أعضاء من حكومته. من بينهم، لفت انتباه الحضور إبراهيم بلباسي، المتحدث باسم الحكومة، الذي يواجه طلبات تسليم من الدولة الجزائرية بينما يواجه أحكامًا قاسية.

كما شهد الحدث مشاركة مارتial باكوشان، مدير معهد الإنسان، من أصل بنيني، الذي عبّر عن دعمه الثابت لشعب القبائل في سعيهم نحو الاستقلال. في كلمته، أعاد رئيس الحركة، الدكتور مصطفى عزيز، التأكيد على الموقف الواضح والحازم لمنظمته لصالح حرية القبائل.

القبائل هم مجموعة عرقية بربرية أصلها من منطقة القبائل، الواقعة في شمال الجزائر. مع تاريخ غني يمتد لآلاف السنين، تمكن القبائل من الحفاظ على لغتهم، القبائلية، وثقافتهم رغم موجات الغزو والاستعمار المتعددة التي تعرضوا لها.

على مر القرون، كافح القبائل من أجل الحكم الذاتي والاعتراف الثقافي، خاصة في مواجهة سياسة التعريب التي نفذتها الحكومات الجزائرية المتعاقبة. كانت انتفاضات القبائل، لا سيما انتفاضة 1980 و”الربيع الأسود” في 2001، لحظات رئيسية في نضالهم من أجل الحقوق الثقافية واللغوية. لعبت هذه الحركات دورًا أساسيًا في زيادة الوعي بحقوق البربر في الجزائر وأدت إلى مطالبات من أجل مزيد من الاعتراف بهويتهم.

لا تقتصر نضالات القبائل على القضايا اللغوية فقط، بل تمتد أيضًا إلى مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية. تسعى الحكومة القبائلية، تحت قيادة فرحات مهني، إلى تحقيق حق تقرير المصير لشعب القبائل، مؤكدةً أن للقبائل الحق في تقرير مستقبلهم كأمة.

تميز الحدث بخطابات بارزة، من بينها كلمة ابنة الرئيس الجنوب أفريقي السابق جاكوب زوما، التي قدمت رسالة قوية للعالم، واعدةً بمشاركتها لاحقًا. كما ألقى جون ماري إيدي، أستاذ سويسري بارز وكاتب معروف، كلمة أعرب فيها عن دعمه لقضية القبائل بينما أشاد بالنهج الحكيم للمغرب في حل قضيته الوطنية، والتي تناولها في عمل بعنوان “الصحراء المغربية، أرض الأنوار والأمل”.

كان خطاب محمد محمود طالب، رئيس الحزب الشعبي الموريتاني، قويًا بشكل خاص، ليس فقط بسبب أصله من الأرض الموريتانية، ولكن أيضًا بفضل مكانته، حيث إن التزامه بالسلام والعدالة لا يمكن إنكاره، قادمًا من منطقة غير مستقرة مثل الساحل.

في نهاية اللقاء، تم توقيع اتفاقيات شراكة بين حركة المغرب من الغد والحكومة القبائلية، وهو التزام تم التصديق عليه فورًا من قبل المشاركين، مما يمثل بداية تعاون مثمر.

يبرز هذا الحدث التضامن بين حركات التحرير والنضالات من أجل تقرير المصير، بينما يعزز الروابط بين الشعوب الطامحة إلى الحرية والعدالة. الطريق لا يزال طويلاً، لكن هذا النوع من اللقاءات يمثل خطوة حاسمة نحو مستقبل يمكن لكل شعب من تحقيق تطلعاته المشروعة.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.