ملتقى التوجيه المدرسي والمهني لفائدة السجناء في العيون: خطوة نحو إعادة الإدماج الاجتماعي

اورو مغرب

في خطوة هامة نحو تعزيز فرص إعادة إدماج السجناء في المجتمع، تم تنظيم ملتقى التوجيه المدرسي والمهني لفائدة السجناء والسجينات المسجلين في المستويات التعليمية الإشهادية في مدينة العيون. الملتقى الذي نظمه السجن المحلي بالتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، ومكتب التكوين المهني، إضافة إلى اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، استقطب أكثر من 180 سجينًا وسجينة، بهدف تحفيزهم على التوجه نحو مسارات تعليمية ومهنية تؤهلهم للاندماج الفعلي في المجتمع بعد قضائهم لفترات عقوبتهم.
يعد هذا اللقاء خطوة مهمة في فتح قنوات تواصل بين المؤسسة السجنية ومحيطها الخارجي، حيث يتم التأكيد على الدور الحيوي للتعليم في تهذيب النفوس وتعزيز قدرة السجناء على تجاوز الماضي والعمل من أجل مستقبل أفضل. كما يسعى الملتقى إلى تيسير عملية إعادة الإدماج الاجتماعي للسجناء، من خلال توفير فرص تعلمية ومهنية تضمن لهم حياة جديدة بعد انقضاء مدة العقوبة.
من أبرز لحظات الملتقى، كان توقيع اتفاقية شراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم والسجن المحلي، تهدف إلى تحسين الخدمات التعليمية والتربوية المقدمة للسجناء. هذه الاتفاقية تشكل خطوة أساسية نحو توفير تعليم متكافئ لجميع فئات المجتمع، بما في ذلك السجناء، في إطار الحق في التربية والتعليم للجميع.
تميز الملتقى بحضور مميز لعائلات السجناء، الذين أثبتوا دورهم الكبير في تحفيز أبنائهم على المشاركة في البرامج التعليمية والتوجيهية. فقد ساهم الحضور العائلي في تعزيز الروابط الأسرية، والتي تعتبر دافعًا قويًا للسجناء لإعادة التفكير في حياتهم ومستقبلهم، مما يزيد من فرص نجاح البرامج المسطرة من طرف المؤسسة.
وقد شهد الملتقى حضور عدد من الشخصيات الرسمية والمؤسساتية، مما يبرز الأهمية التي توليها الدولة لهذا النوع من المبادرات. كان من بين الحضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ومدير المديرية الإقليمية للتربية والتعليم، ونائب رئيس المحكمة الابتدائية، ونائب السيد الوكيل العام للملك، إلى جانب ممثلي عدد من المصالح الخارجية، كما حضر اللقاء مستشارو التوجيه المدرسي والمهني والدعم النفسي، فضلاً عن ممثلي اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان.
حظي الملتقى بتغطية إعلامية واسعة من قبل قناة العيون الجهوية وإذاعة العيون، بالإضافة إلى القناة الثانية 2M، ما يعكس الاهتمام الكبير لهذا الحدث الذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التعليم في حياة السجناء، ودوره في عملية إعادة إدماجهم في المجتمع.
إن هذا الملتقى ليس مجرد مناسبة للتوجيه المهني والتعليمي، بل هو رسالة أمل للسجناء الذين يسعون إلى بناء مستقبل جديد. ومن خلال هذه المبادرة، تثبت المؤسسات المعنية أن التعليم والتكوين المهني يمكن أن يكونا من أهم سبل إعادة بناء حياة الأفراد، بل وأنه حق أساسي يجب أن يضمن للجميع، بما في ذلك السجناء، في مسارهم نحو تأهيلهم للمستقبل.