منير حموتي
شهدت مدينة وجدة، اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، تنظيم ندوة جهوية حول موضوع “إذكاء الوعي المجتمعي بالإعاقة”، بمبادرة من المنسقية الجهوية لوكالة التنمية الاجتماعية بجهة الشرق.
وتأتي هذه الندوة، المنظمة بشراكة مع المنسقية الجهوية للتعاون الوطني بجهة الشرق، في إطار الحملة الوطنية التحسيسية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة تحت شعار: “نغيرو النظرة ديالنا….. إيوا هيا دابا”، التي تنظمها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة في الفترة الممتدة من 21 ماي إلى غاية 21 يونيو 2025، من خلال سلسلة من اللقاءات الجهوية الرامية إلى تسليط الضوء على المكتسبات المحققة لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، والتي ساهمت في تمكينهم من المشاركة الفعلية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
أكد المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية بجهة الشرق، أحمد البوزياني، أن هذه الندوة تشكل مناسبة هامة لتعزيز الوعي بقضايا الإعاقة، وحث كافة الفاعلين على العمل من أجل تسهيل ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى مختلف الخدمات بكل يسر وسلاسة. وشدد على ضرورة التعامل مع الأشخاص في وضعية إعاقة كغيرهم من المواطنين، لما يمتلكونه من مؤهلات وقدرات فردية، مذكّراً بأن هذه الفئة برهنت على كفاءتها في عدة ميادين، منها البحث العلمي، والرياضة، والفن.
وأشار البوزياني كذلك إلى مجموعة من التدابير التي اعتمدتها الدولة والوزارة الوصية لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، مبرزاً أن وكالة التنمية الاجتماعية، منذ تأسيسها سنة 1999، تولي أهمية خاصة لهذه الفئة، حيث تخصص ما لا يقل عن 10 في المائة من عدد المستفيدين من مختلف برامجها (كأنشطة مدرة للدخل، التكوين، والتنشيط الثقافي والرياضي) لفائدتهم.
من جانبها، أكدت رئيسة جمعية الشبيبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وأصدقاؤها، حورية عراض، على أهمية الإدماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال دعم الأنشطة المدرة للدخل وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية. وأشارت إلى أن هذه المبادرة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الإعاقة، وضمان مشاركة الأشخاص في وضعية إعاقة في الحياة العامة بشكل أكثر فاعلية وإيجابية.
كما شددت حورية عراض على ضرورة تسليط الضوء على قضايا الإعاقة، وتعزيز الحوار المجتمعي حول سبل تغيير الصور النمطية ومحاربة التمثلات السلبية تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة. وأبرزت أهمية العمل على تكوين صورة إيجابية وبنّاءة نحو هذه الفئة، لما لذلك من أثر في تغيير سلوك أفراد المجتمع تجاههم، وحمايتهم من كل أشكال التنمر أو التمييز أو الإقصاء.
بدوره، أبرز الأستاذ الباحث في قضايا الإعلام والتواصل الاستراتيجي بجامعة محمد الأول بوجدة، هشام كزوط، الدور المحوري الذي يضطلع به الإعلام في تصحيح التمثلات السلبية والصور النمطية المرتبطة بالأشخاص في وضعية إعاقة. وأكد أن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تسهم بشكل فاعل في تغيير هذه الصور الجاهزة، من خلال إبراز نماذج إيجابية قادرة على ترسيخ رؤية مجتمعية جديدة، قائمة على الإدماج والمشاركة الفاعلة لهذه الفئة في مختلف مناحي الحياة المجتمعية.
في الختام، تؤكد هذه الندوة على أهمية تضافر الجهود لتوفير بيئة دامجة ومحفزة للأشخاص في وضعية إعاقة، بما يضمن مشاركتهم الفاعلة في مختلف مجالات الحياة، ويعزز الوعي المجتمعي بحقوقهم وقدراتهم.
عذراً التعليقات مغلقة