اورو مغرب :
“يا جبل ما يهزّك ريح”
لا يختلف إثنان ولا ينتطح عنزان في أن المكتب المسير لنادي وفاق_أزغنغان المستقيل مؤخرا، قد بصم على موسم جيد، فرغم أن أعضاءه خاضوا هذه التجربة لأول مرة في حياتهم، ولم تكن لهم أي تجربة تذكر في ميدان التسيير الرياضي، ورغم الميزانية المحدودة وقلة المساهمات المادية التي توصلوا بها، مقارنةً مع نظيراتها لدى المكاتب السابقة، رغم كل ذلك استطاع المكتب المسير الشاب أن يحقق، ليس فقط نتائج جيدة، بل ضرب مثالا راقيا في تسيير شؤون النادي المالية والإدارية بكل أمانة ونزاهة وشفافية، وذلك في إطار علاقة طيبة ومحترمة ربطها مع مختلف الأطراف من مسؤولين، إدارة تقنية، لاعبين، منخرطين وجماهير…
وخلال انعقاد الجمع العام الأخير للنادي، قدم المكتب المسير استقالته، وكان هذا منتظرا، لأنه كما تعلمون فجل أعضاء هذا المكتب ينتمون لفصيل “لوتشاذوريس” المساند للنادي، مكانهم الطبيعي هي “الكورفا”، وقد تسلموا زمام الأمور في النادي من أجل إنقاذه خلال الموسم الماضي بعدما تخلى عنه الجميع وكان على وشك الغرق، حيث كانت نية هؤلاء الشباب الوصول بالفريق إلى بر الأمان ومن بعدها يسلموا قيادة سفينة النادي لكفاءات أخرى تتوفر فيها صفات ومؤهلات تؤهلهم للسير بالفريق الأزغنغاني نحو الأفضل.
أما مناسبة حديثي هذا، فهي مصادفتي يوم أمس، وأنا أبحر في حسابي الفيسبوكي ، (مصادفتي) لبث مباشر “لايف” نشره صديقي زكرياء حاتم الرئيس السابق للوفاق، ومن باب الفضول قررت مشاهدة هذا “اللايف” ظانا مني أن هناك مستجد فيما يخص تشكيل المكتب المسير للوفاق، إلا أنني تفاجأت ب “المقاتل” زكرياء وهو يتحدث غاضبا وحانقا بسبب تصريح أحد الأشخاص في بث مباشر سابق يقول بأن “جمهور “لوتشاذوريس يخلق البلبلة وأنه يقف حجر عثرة في طريق النادي”. شخصيا استغربت كثيرا من هذا التصريح، لأنه من يخلق البلبلة بالفعل، خصوصا في هذا الوضع الحرج والحساس الذي يمر منه الوفاق، هي مثل هذه التصريحات، أما “لوتشاذوريس” فلم يكن أبدا حجر عثرة، بل هو عجلة الدوران للنادي، وهو طوق النجاة وخير دليل ما وقع خلال الموسم المنصرم.
كوني من المتتبعين لنادي وفاق_أزغنغان منذ سنة 2008 ولدينا أرشيف معتبر في هذا الشأن بالصوت والصورة والتقارير الإعلامية، كما كنت من المتابعين لفصيل “لوتشاذوريس” منذ تأسيسه سنة 2015، فلابد أن أقول شهادة في الله وكلمة في حق هذا الفصيل:
أول شيء كان يدخل الغبطة في قلبي، هو الجمال والرونق والاحتفالية التي كان يضفيها “لوتشاذوريس” على مدرجات ملعب_الشريف_محمد_أمزيان ، وتفوقه في كثير من الأحيان عما يقدمه اللاعبون فوق البساط الأخضر.
من جهة أخرى “لوتشاذوريس” تعتمد في وجودها على التمويل الذاتي، لذا فهي مستقلة ولا تخدم أي أجندة، ولا أحد يهيمن عليها أو يؤثر في قراراتها وتوجهاتها.
وبخصوص التعامل مع المكاتب المسيرة للنادي، فإن “لوتشاوذيرس” لا تهمه انتماءات المكتب ولا توجهاته أو خصوصياته بقدر ما يهمه التسيير المحكم النزيه والشفاف الذي يصب في مصلحة الفريق، ويعتمد في تعامله هذا على مبدأ: “إن أحسن المكتب نصفق له وإن تقاعس أو تهاون أو خان فنحن له بالمرصاد”.
إن الذي يهدف إلى النيل من فصيل لوتشاذوريس لابد أن يضع نصب عينيه أمرين اثنين:
أولهما: إن “لوتشاذوريس” بمثابة اللاعب رقم 12 في مباريات الوفاق، وهو قبل كل أي شيء بمثابة انتماء بعيد عن أي مكسب سياسي أو مصلحة شخصية، وليس له أهداف غير تشجيع فريقه ومساندته، كما أن روح التضامن التي تسود أعضاءه يجعلهم غير مبالين بمختلف أنواع العوائق.
ثانيهما: “يا جبل ما يهزّك ريح”، مثل لوتشاذوريس كمثل جبل #أزروهمار فرغم الرياح والعواصف التي تهب على #أزغنغان يبقى هذا الجبل ثابتا وشامخا، فكذلك لوتشاذوريس رغم المعيقات والعراقيل فستبقى صامدة في وجه الفساد الرياضي.
وختاما أقول أنه مثلما أزغنغان_في_القلب ، كذلك “لوتشاذوريس” في القلب ✊️❤️