البادية ذلك المكان المحبب لقلبي صفاء جوها و كرم اهلها

euromagreb4 نوفمبر 2022آخر تحديث :
البادية ذلك المكان المحبب لقلبي صفاء جوها و كرم اهلها

بقلم الاعلامي ابو نعمة نسيب( لبرازيل )

في بعض الأحيان و انا اعيش بعيدا عن وطني و اهلي و احبابي ينتابني شعور خاص عندما استحضر العلاقة الحميمية التي تجمعني مع قريتي بناحية سيدي ابي النور بدكالة، فكلما اردت ان اطلق العنان لذاكرتي و مخيلتي التي تختزن الكثير من الذكريات الجميلة في هذه القرية التي ولدت فيها وربطني بها حب جارف لا يقاوم ، وكنت كلما اردت ان أتنزه عن تلك الأحلام المنحوتة في مخيلتي والتي تتطلب الجهد والمال والوقت والرجال … أرحل بعيدا عن تلك الأماكن المستقبلية المكتضة بالناس والجداول الزمنية والمشاريع الذهنية وهاجش الربح والخسائرة وميزان الفشل والنجاح … وداءما في زياراتي الكثيرة الى مسقط راسي كنت ألبس ثوب أحلام البسطاء لأرى الدنيا بالألوان الخمسة المعروفة وأتحدث بتلقائية إلى الوجوه القلة المألوفة وأتنفس عالم خال من مصطلحات الطب وأكاذيب السياسة ومساحيق الإعلام وبريق المال … في اوقات كثيرة كنت أتمنى لو كنت فلاحا بسيطا في هذه القرية الريفية كي استيقظ على صوت الديك وانام بعد آخر ركعات العشاء لا اريد ان عرف ما يقع في سوريا ولا أين يوجد البانكرياس ولا اابه لزيادة ثمن الحليب والبنزين … ثم ما تفتأ أن تمر هذه الإستراحة الذهنية البدوية حتى أرجع إلى حياتي المدنية المتعبة لأبحث عن أحلامي المعقدة التي إن تركتها، أكلتها الذئاب ونفتت العقارب فيها السموم وبالت عليها الكلاب ثم جاء دورالخنازير لتنام عليها … نعم، حياتي ليست في صفاء البوادي … حياتي بين هؤلاء وسط غبار العمارات وضجيج السيارات ورنين الهواتف وطقطقة الحواسيب … … لا أتقن الفلاحة ولا أفهم حياة البدو المريحة … أحلامي المعقدة هنا، إن تركتها، بنوا عليها المراقص و المطاعم والمقاهي والمحلات … في الضوضاء ولدت وفي الضوضاء سأعيش وفيه سأبني في بعض الأحيان، أتنزه عن تلك الأحلام المنحوتة في مخيلتي والتي تتطلب الجهد والمال والوقت والرجال … أرحل بعيدا عن تلك الأماكن المستقبلية المكتضة بالناس والجداول الزمنية والمشاريع الذهنية وهاجش الربح والخسائرة وميزان الفشل والنجاح … ألبس في هذه الاوقات أحلام البسطاء لأرى الدنيا بالألوان الخمسة المعروفة وأتحدث بتلقائية إلى الوجوه القلة المألوفة وأتنفس عالم خال من مصطلحات الطب وأكاذيب السياسة ومساحيق الإعلام وبريق المال … في هذه الأوقات أتمنى لو كنت فلاحا بسيطا في قرية بريف دكالة منفية يستيقظ على صوت الديك وينام بعد آخر ركعات العشاء لا يعرف ما يقع في سوريا و العراق و اليمن ولا أين يوجد البانكرياس ولا يأبه لزيادة ثمن الحليب والبنزين … ثم ما تفتأ أن تمر هذه الإستراحة الذهنية البدوية حتى أرجع إلى حياتي المدنية المتعبة لأبحث عن أحلامي المعقدة التي إن تركتها، أكلتها الذئاب ونفتت العقارب فيها السموم وبالت عليها الكلاب ثم جاء دورالخنازير لتنام عليها … نعم، حياتي ليست في صفاء البوادي … حياتي بين هؤلاء وسط غبار العمارات وضجيج السيارات ورنين الهواتف وطقطقة الحواسيب … … لا أتقن الفلاحة ولا أفهم حياة البدو المريحة … أحلامي المعقدة هنا، إن تركتها، بنوا عليها المراقص و المطاعم والمقاهي والمحلات … في الضوضاء نشات في الضوضاء وسأعيش فيها سأبني ذلك المكان الهادئ المريح الذي إن تركته أقاموا عليه الطرقات والمحطات … بلاصتي هنا والله ممفاك معاك

(خاطرة كتبتهالاستحضار ذلك الزمن الجميل في بلدة البراكًة التابعة للجماعة القروية ولاد بوحمام اقليم سيدي بنور القرية الجميلة والهادئة بين مدينة الجديدة و مدينة مراكش.
).

ابونعمة نسيب – كريتيبا – 🇧🇷 برازيل

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.