اورو مغر
في مشهد يعكس قسوة الطبيعة وعواقب التساقطات المطرية الغزيرة، عُثر، عشية اليوم السبت، على جثة شخص مجهول الهوية جرفتها مياه وادي سلوان الكبير، نواحي إقليم الناظور.
ويأتي هذا الاكتشاف المأساوي في أعقاب الأمطار الرعدية القوية التي اجتاحت المنطقة مؤخراً، وتسببت في فيضانات واسعة غمرت العديد من المنازل ، خاصة في مدينة العروي.
وفور العثور على الجثة، سارعت السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية إلى عين المكان ، وقد تم انتشال الجثة التي بدت عليها آثار الجرف بفعل قوة التيار المائي الهائل لوادي سلوان الكبير الذي تحول إلى سيل جارف نتيجة الأمطار الغزيرة.
وقد أمرت النيابة العامة المختصة بنقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الحسني بالناظور، لإخضاعها للتشريح الطبي وتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، و محاولة كشف هوية الهالك المجهولة، لاسيما وأن عدم العثور على أية وثائق تعريفية بحوزته يضاعف من صعوبة المهمة.
وتزامناً مع هذا الحادث المؤلم، كانت مدينة العروي والضواحي القريبة منها قد عاشت ليلة صعبة جراء العواصف الرعدية والتساقطات المطرية التي فاقت التوقعات ، حيث أدت هذه الأمطار إلى ارتفاع منسوب مياه وادي سلوان بشكل خطير، ما تسبب في سيول جارفة اجتاحت الأحياء وغمرت المنازل، مخلفة أضراراً مادية جسيمة وتذمراً واسعاً بين السكان الذين اشتكوا من هشاشة البنية التحتية وقنوات الصرف الصحي التي لم تستوعب صبيب المياه الهائل.
وتشير الفرضيات الأولية إلى أن الضحية ربما يكون قد جرفته مياه الوادي من منطقة بعيدة، أو أنه سقط فيه أثناء محاولته عبوره أو كان متواجداً بمحاذاته لحظة الفيضان ، وقد فتحت مصالح الدرك الملكي لسلوان تحقيقاً معمقاً تحت إشراف النيابة العامة للكشف عن ملابسات وظروف هذه الوفاة، وتحديد هوية الهالك في أقرب الآجال.
ويجدد هذا الحادث، وغيره من حوادث الفيضانات التي تشهدها المنطقة، دعوات السكان والفعاليات المدنية إلى ضرورة التدخل العاجل لتحسين البنية التحتية للمنطقة، وتأهيل مجاري الأودية ، لتفادي تكرار مثل هذه المآسي مع كل موجة تساقطات مطرية قوية.
فبينما تتلقى الأرض غيث السماء، يعيش الأهالي على وقع الخوف والقلق، وتكشف السيول عن مآسي إنسانية لا يمكن السكوت عنها.