المغرب بطل العالم للشباب: كرة القدم تُتوّج رؤية ملك وشعب يصنعان المستقبل

اورو مغرب20 أكتوبر 2025آخر تحديث :
المغرب بطل العالم للشباب: كرة القدم تُتوّج رؤية ملك وشعب يصنعان المستقبل

اورو مغرب

عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم في ايطاليا

في لحظة مجد جديدة، كتب المغرب اسمه بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ الكروي العالمي، بعد أن توج منتخب الشباب تحت 20 سنة بلقب كأس العالم 2025، في إنجاز غير مسبوق تجاوز حدود الملعب ليحمل دلالات أعمق تمس الهوية، والإرادة، ومشروع الدولة المغربية في التحول إلى قوة إقليمية رياضية واقتصادية في آن واحد.

ليست الكأس فقط من بُعد رياضي، بل هي عنوان لمسار طويل بدأ منذ سنوات، حيث تحوّلت كرة القدم في المغرب من مجرد لعبة إلى رافعة استراتيجية يقودها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله بحكمة وبعد نظر، عبر مشاريع كبرى مثل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، والاستثمار في البنية التحتية، والملاعب ذات المعايير العالمية، وصولًا إلى تنظيم البطولات القارية والدولية، واستقطاب كبريات الفرق العالمية.

الانتصار على الأرجنتين في النهائي، بثنائية نظيفة، لم يكن مجرد مفاجأة رياضية، بل تجسيد لقدرات شابة تُعبّر عن مغرب اليوم: مغرب الثقة، والاحتراف، والتخطيط بعيد المدى. الأداء الذي قدمه أشبال الأطلس كان استثنائيًا، ليس فقط في القوة الفنية، بل في الانضباط، والروح الجماعية، والوعي التكتيكي الذي أسقط منتخبًا عريقًا مثل الأرجنتين.

اللاعب ياسر الزابيري، بهدفيه في النهائي، جسّد روح الطموح التي تسكن هذا الجيل الجديد، والذي يفتح اليوم أبواب الأمل لجيل مغربي يرى في الرياضة مجالًا للتفوق الدولي لا مجرد نشاط ترفيهي.

الفوز بلقب عالمي ليس فقط انتصارًا رياضيًا، بل أيضًا رسالة قوية للعالم مفادها أن المغرب بات نموذجًا إفريقيًا وعربيًا في توظيف الرياضة كقوة ناعمة، تعزز صورته، وتستقطب الأنظار، وتؤكد جاهزيته لاحتضان أكبر التحديات، بما في ذلك تنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

المغرب اليوم لا ينتصر فقط في الملاعب، بل ينتصر في السياسة، في الاقتصاد، في الجاذبية الاستثمارية، وفي قدرته على بناء نموذج تنموي متكامل، تنخرط فيه مختلف القطاعات، وتُتوَّج فيه الجهود الميدانية برؤية ملكية واضحة المعالم.
وقد تجلّى هذا النجاح أيضًا في المسار الدبلوماسي المتميز للمملكة، والذي أثمر في السنوات الأخيرة عن موجة اعترافات دولية متصاعدة بمغربية الصحراء، وتزايد عدد القنصليات العامة المفتوحة في الأقاليم الجنوبية، تأكيدًا على الدعم الواسع لسيادة المغرب ووحدته الترابية.
كل ذلك لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة عمل دبلوماسي هادئ وفعّال، يقوده جلالة الملك محمد السادس بثبات، ويعكس صورة المغرب كدولة تحترم التزاماتها وتفرض احترامها إقليميًا ودوليًا.

مع هذا الإنجاز التاريخي، يعزز المغرب مكانته كـ”مدرسة كروية” باتت تُخرّج أسماء واعدة في مختلف الفئات السنية، وهو ما يفسّر اهتمام الأندية الأوروبية الكبرى بالمواهب المغربية، كما يعزز ثقة المستثمرين العالميين في البيئة المستقرة والمحفزة التي يوفرها المغرب لكل من يراهن على مستقبل الرياضة والاقتصاد معًا.

في كل مرة يُرفع فيها علم المغرب على منصات التتويج الدولية، يُذكر العالم بأن وراء هذه الإنجازات قيادة ملكية جعلت من الرأسمال البشري أولوية، ومن الشباب محورا للتنمية، ومن الرياضة ورشًا استراتيجيًا لا يقل أهمية عن باقي الأوراش الكبرى.

إن جلالة الملك محمد السادس، برؤيته الثاقبة ودعمه المستمر لكل ما يرفع راية المغرب، يؤكد اليوم أن الاستثمار في الإنسان، في المواهب، وفي الثقة بالنفس، هو أقصر طريق إلى المجد.

المغرب لا يحصد الألقاب فقط، بل يحصد ثمار مشروع وطني ناجح يقوم على الالتزام، والجدية، والتخطيط.
وإذا كانت الكرة اليوم قد توجت المغرب عالميًا، فإن الغد يحمل في طياته إنجازات أكبر في الرياضة، وفي كل المجالات، بفضل شعب متشبث بهويته، وملك يكتب مع شعبه فصولًا من المجد المغربي الحديث.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Translate »