اورو مغرب
في تطور لافت هز الرأي العام المحلي والوطني، وُجهت صفعة قوية لتصريحات وزير الصحة حول جاهزية وفعالية مركز علاج السرطان بالناظور، الذي زعم أنه يقدّم خدماته بالفعل لساكنة الناظور والدريوش ، هذا الادعاء الذي “نزل من كوكب آخر” بحسب وصف المتتبعين، لم يمر دون رد فعل مسؤول، حيث سارعت البرلمانية فريدة خنيتي، عن حزب التقدم والاشتراكية (PPS)، إلى تكذيب مغالطات الوزير عبر سؤال كتابي مباشر للحكومة.
لقد وضع الوزير نفسه في موقف حرج؛ فكلامه مسؤول أمام الرأي العام وأمام المؤسسة الحكومية التي يمثلها ، ولكن للأسف تناقلت وسائل الإعلام تصريحاته حول “مركز يعمل” في الوقت الذي تواصل فيه ساكنة الناظور معاناة التنقل المضني والمكلف بين مدن وجدة والرباط، بل وحتى السفر خارج الوطن، بحثًا عن العلاج المنقذ للحياة ، هذا التناقض الصارخ بين الواقع المرير والتصريحات الرسمية يطرح تساؤلات جدية حول مصدر هذه “الأخبار الكاذبة” ومن ورط الوزير في هذا المأزق.
البرلمانية خنيتي تستجوب الحكومة: دور المراقب المسؤول
دون انتظار أو تردد، قامت البرلمانية فريدة خنيتي بتطبيق مسؤوليتها كنائبة عن الأمة، مستندة إلى نبض الشارع ومعاناة الناخبين ، حيث وجهت سؤالها الكتابي العاجل إلى الحكومة بخصوص الوضع الحقيقي لمستشفى السرطان بالناظور ، هذا التحرك الفوري يعد نموذجًا للدور الرقابي الفعال الذي يجب أن يضطلع به البرلماني، حيث لا مجال للصمت أمام تضليل الرأي العام أو التهاون في قضايا تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
إن التكذيب الرسمي الذي قدمته السيدة خنيتي عبر مراسلة الحكومة يستحق أن يكون مدعومًا باعتذار فوري من طرف الوزير المعني لساكنة الناظور، التي شعرت بالاستخفاف بمعاناتها ، هذا الاعتذار ليس مجرد لفتة بروتوكولية، بل هو اعتراف بوجود خلل في سلسلة المعلومات والتخطيط، وخطوة أولى نحو المصارحة والشفافية التي تقتضيها قواعد الحكامة الجيدة.
إن السؤال الآن لا يتعلق فقط بمتى سيفتح المستشفى أبوابه بشكل كامل وفعال، بل بكيفية ضمان ألا تتكرر مثل هذه المغالطات التي تزيد منسوب انعدام الثقة بين المواطن والمسؤول ، الناظور تنتظر إجابة واضحة وصادقة: متى سيتوقف مسلسل معاناة مرضى السرطان، ومتى سيهبط “مركز العلاج” إلى أرض الواقع بدلًا من البقاء في فضاء التصريحات الوزارية؟