اورو مغرب
حاورها الكاتب الصحفي: إبراهيم بن مدان
س: أولا تحدثي لنا عن مسيرتك الفنية
ج: السلام عليكم، أنا جد سعيدة بهذا اللقاء والحوار معكم أستاذ إبراهيم، في الحقيقة مسيرتي الفنية سأحاول تلخيصها في بعض السطور بداية من سنة 1990 كانت البداية مع فرقة أنور الجندي كفرقة احترافية وقبلها طبعا كانت مع الأستاذ عبد المجيد فنيش سنة 1987 في فرقة المبادرة التابعة لجمعية أبي رقراق، أستاذي الذي تكونت علي يديه في مجموعة من التكوينات ومشاركتي معه في مجموعة من المهرجانات العربية أنذاك وأنا في سن صغيرة جدا، ومن هناك انطلقت الفكرة من المسرح الجامعي إلى مسرح الهواة، بدأت مع أنور الجندي الله يرحمه، أستاذي كذلك الذي أعطاني فكرة كبيرة على مسرح الطفل بالخصوص، اشتغلنا تقريبا 8 سنوات في مسرح الطفل ومن هناك جاءتني الفكرة لأنتقل للمسرح الاحترافي داخل فرقة فنون بالأعمال الكبرى والتي كان أولها “الدبلوم والدربوكة” سنة 1997، والتي لقيت شهرة كبيرة صحبة مجموعة من الفنانين الرواد الكبار، فكانت تجربة جميلة جدا استفدت منها خلال مساري الفني والمهني أيضا ومن هناك تولدت مجموعة من الأعمال الفنية تقريبا أكثر من 20 عمل مسرحي احترافي صحبة مجموعة من الفنانين الكبار مع احترامي لأسمائهم منهم: الفنانة الكبيرة أمينة رشيد، فاطمة بلمزيان، محمد حسن الجندي، عبد القادر مطاع، محمد الرزين، حبيبة المذكوري… الله يرحمهم جميعا كان لي الشرف في مساري ان ألتقي مع هؤلاء الرواد الكبار، حيث أخذت أشياء منهم خلال تجربتي.
ومن هناك إلى الآن اشتغلنا طيلة هذه السنوات 26 سنة من التجربة المسرحية، كان من خلالها بعض التجارب التي كانت محسوبة على رؤوس الأصابع داخل الأعمال الدرامية التلفزيونية “بسمة” مع عبد الله الجندي الله يرحمه، فيلم سينمائي كانت كتجربة واحدة وآخر عمل تلفزيوني كان هو سلسلة “عفاك ابابا” من إخراج ادريس صواب. مشكور كل شخص اشتغلت معه، ومد لي يده للمشاركة في تجربة من التجارب الفنية سواء المسرحية، درامية تلفزيونية أو سينمائية. وموازاة مع هذه التجربة الطويلة حاولت إتمام دراستي وأتجه لمهنة المتاعب، وهي المهنة النبيلة مهنة التدريس كأستاذة لمادة الفنون الدرامية ومادة المسرح المدرسي بالخصوص، 15 سنة داخل القسم. هذه التجربة أفادتني كثيرا وجعلت مني كاتبة ومخرجة لمجموعة من الأعمال الفنية الموجهة للطفل، منها “أرنوب واللوحة الإلكترونية، الدلفين وقطرة الماء، جيتكم برلجيا باش نقولكم حافظوا عليا”، وأخر أعمالي الموجهة للطفل حول السلامة الطرقية يحمل عنوان” السيارة لؤلؤة ” من إخراج وتأليف المتواضعة أمامكم فاطمة الزهراء بوراس. فتجربتي كلها حاولت أن أكون فرقة وجمعية (جمعية أروكاريا للثقافة والفنون) ويشتغل معي مجموعة من الفنانين في إطار تقديم هذه الأعمال الفنية الموجهة للطفل والتي كلها عبارة عن أعمال تحسيسية عملنا بها جولات داخل أرض الوطن في مجموعة من المدن المغربية ومجموعة من المهرجانات.
س: ما هو العمل الفني الأقرب إلى قلبك ولماذا؟
ج: العمل الأقرب إلى قلبي كثيرا وهو أول مولود كان لدي كتابة وإخراجا وإنتاجا أيضا وهو “أرنوب واللوحة الإلكترونية” قصة كتبتها منقولة من واقع معاش كلها على لسان الحيوانات وكانت تجربة ناجحة جدا قدمنا بها 123 عرضا مسرحيا داخل المؤسسات التعليمية والقاعات والمسارح في مجموعة من المدن المغربية، هذا بالنسبة لمسرح الطفل. بالنسبة لمسرح الكبار فالعمل القريب من قلبي هو عمل “المليونير” تأليف الأستاذ المرحوم أنور الجندي.
س: ما هي التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك الفنية؟
ج: هي تحديات كبرى جدا، فالمجال الفني عندنا بالمغرب ليس بالمجال السهل، فأن تعتمد عليه بالدرجة الأولى وهنا سأفتح قوسا بالدرجة المغربية ( غدي يوكلك واشربك واعيشك) غير ممكن وأنا لم أكن أعتمد على المسرح لجلب لقمة العيش، هي الهواية والموهبة التي جعلتني أساير هذا المجال، ولو كنت سأعتمد عليه ربما لما كنت توجهت إلى التعليم، لذلك توجهت للتعليم حتى أوازن بين مهنتي والتجربة المسرحية أو حبي للمجال الفني المسرحي بالخصوص.
س: كيف ترين نفسك من خلال أول عمل قدمتيه والآن؟
ج: أول عمل جاء من خلال تجربة من التكوين، الجامعة، مسرح الهواة، وقوفي أمام رواد كبار. بمعنى كانت تجربة كبيرة جدا وهي التي أعطتني دفعة قوية للتعلم من التجارب القادمة.
س: هل هذا يعني أنك ترين نفسك تتجهين في المسار الصحيح؟
ج: طبعا أسير في الاتجاه الصحيح ولم أندم على أي عمل قدمته، ولا على سنين عمري التي أعطيتها للمجال الفني لم أندم عليها، فأنا إنسانة إيجابية وأنظر دائما للكأس من الجهة المملوءة وليست الفارغة وخصوصا أنني حاليا أرتدي أربع قبعات ولله الحمد؛ أستاذة في المجال المسرحي، كاتبة أكتب السجع بشكل جيد جدا، رؤية إخراجية. جميلة جدا، والدليل على ذلك أن الأستاذ عبد المجيد فنيش في كتاباتي هو أول من قرأ لي أول تجربة كتبتها ووقع لي عليها، ومجموعة من المؤلفين الذين أعجبتهم أعمالي بالإضافة لتفاعل الأطفال لأن الجمهور هو الحقيقي الذي يعطيك نجاح العمل، فأنا لم أندم نهائيا على المجال الفني بالعكس أشتغل بحب لحد الآن حتى على المشاريع الكبرى التي اشتغل عليها داخل المؤسسات التعليمية.
س: كيف تقيمين واقع الساحة الفنية ببلادنا؟
ج: ما زال ينقصنا الكثير، نحتاج للكثير من الأشياء. الفن هو حب جميل، هو الجمال هو الإبداع، هو الحب، هو الذوق الرفيع ومادام الفن يجمع كل هذه الصفات، لماذا لا نكون نحن كفنانين مع بعضنا، نساعد بعضنا البعض ونشجع التجارب الفنية التي تستحق التقدم للأمام، أنا مع ولست ضد، حتى أنا إذا كنت أقوم بأشياء لا تليق في المجال من واجب النقاد والجمهور أن يقولوا إنها لا شيء لكن بحب وإخلاص. ينقصنا الكثير يجب أن نبعد الزبونية والمحسوبية عن المجال الفني ونكون إخوة، فنحن تربينا داخل الفرقة كإخوة.
س: ما هي أعمالك المقبلة؟
ج: أنا مقبلة على إنتاج عمل تأليفا وإنتاجا وهنا أضع أصبعي على الإنتاج، أنا قدمت مشروعي لوزارة الثقافة مثلي كمثل مجموعة من الملفات ولكن ربما لم يسعفني الحظ، فأعمالي التي قدمت كلها ولا واحد مدعم من جهة من الجهات ولا أي مؤسسة من المؤسسات، دعم خاص وليس من السهل أن تنجز عملا مسرحيا “الديكور، التسجيلات، الأستوديو، التداريب” بمعنى أشتغل على أعمال فنية مختلفة من دعم خاص أتمنى في يوم من الأيام من جهة من الجهات أو وزارة الثقافة أن يطلعوا على أعمالي ويعطونني حقي في الوسط لأنه عندما تشتغل 30 سنة أو 36 في الوسط الفني فهذا يعني أنك مليء بالتجربة، فنحن محتاجين ليد المساعدة لكي نتقدم بهذا المجال للأمام وخصوصا مجال الطفل لأننا لا نمتلك تجارب كبيرة في المغرب فتجاربنا معدودة على رؤوس الأصابع. وهذه السنة أنا فخورة بعودتي إلى المجال المسرحي الخاص بالكبار مع فرقة الأفق برئاسة الفنان محمد حمزة وتأليف الفنان الكبير والمقتدر محمد الجم وكان لي الشرف أنني لعبت دورين دور الفنانة المقتدرة نزهة الركراكي ودور مليكة العمري في تجربة عمل مسرحي رآه المغربة واستمتعوا من خلاله والتفت حوله الأسر المغربية والمسرح كان بقواعده كما نقول هو مسرح الفرقة الوطنية برئاسة محمد الجم، نعيد عمل جار ومجرور ان شاء الله وهو مدعم من وزارة الثقافة بمشاركة مجموعة من الفنانين الأصدقاء الذين قضيت معهم سنين عمري منهم، الفنان عبد الله ديدان، لمياء خربوش، بشرى أهريش، محمد عزام، محمد حمزة أتمنى ألا أكون قد نسيت أي شخص في الفرقة، لي الشرف أنني أعيد تجربة جار ومجرور وإن شاء الله سيعيد الجمهور المغربي الرجوع معنا في حلة جديدة من إخراج أستاذي الفاضل عبد المجيد فنيش الذي أحييه من هذا المنبر.
س: رسالة أخيرة توجهينها للجمهور والمتابعين
ج: رسالتي أنني أبادلكم كل الحب الصادق مع الجميع أنا الحمد لله صديقة الكل، شكرا لكل الفنانين الذين كان لي شرف الوقوف إلى جانبهم ووقفوا بجانبي في المجال الفني شكرا لكم كثيرا وتحية للجميع وشكرا لكم أستاذ إبراهيم على هذه الفرصة أن أكون معكم اليوم في هذا الحوار وشكرا للمنابر الإعلامية، وإن شاء الله سأعلن عن ندوة صحفية مع مجموعة من الإعلاميين والصحافة بحضور فنانين وأساتذة بإذن الله تعالى.











