حينما تحتفي جهة الشرق بالسينما.. التكريم والفن عنوان عريض لخدمة التنمية المستدامة

اورو مغربمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
حينما تحتفي جهة الشرق بالسينما.. التكريم والفن عنوان عريض لخدمة التنمية المستدامة

اورو مغرب منير حموتي

تشكل المهرجانات السينمائية منصة مميزة للاحتفاء بالإبداع الفني والسينما العالمية، وفرصة لترسيخ قيم الحوار الثقافي وتعزيز جسور التبادل بين الشعوب. فهي ليست مجرد فضاءات للعرض والتكريم، بل أصبحت ركيزة أساسية للتنمية المستدامة ودعامة حقيقية للاقتصاد المحلي والإشعاع الثقافي.

وفي هذا السياق، تبرز جهة الشرق نموذجا رائدا في توظيف الثقافة والفن كرافعة للتنمية والانفتاح، إذ نجحت من خلال مهرجاناتها السينمائية المختلفة في الجمع بين دعم التعبير الفني وتطوير الصناعات الإبداعية والسياحية.. ومع التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم السينمائي اليوم، خاصة مع بروز أفلام مُنتجة بتقنيات الذكاء الاصطناعي سنة 2025، تلوح أمام هذه المهرجانات فرص واعدة لتعزيز إشعاع الجهة في استقطاب مخرجين ومنتجين إليها، وبالتالي خلق قيمة مضافة على المستويين الثقافي والاقتصادي.

من بين النقط المشعة في افتتاح فعاليات النسخة الثالثة عشر للمهرجان الدولي للسينما والهجرة الذي احتضنه فضاء مسرح محمد السادس بوجدة ليلة السبت الماضي، كان حدث تكريم أحد الشخصيات الفنية البارزة بالمدينة ويتعلق الأمر بالفنان والمبدع خالد سلي مدير المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة من طرف عبد اللطيف دريفي مدير مهرجان السينما والهجرة، وهي خطوة اعتبرها المتابعون للشأن الفني والثقافي عموما، رسالة أخوة ومحبة واعتراف، ودعم أكيد للساحة السينمائية المحلية والجهوية.
ويؤكد هذا التكريم لخالد سلي الفنان و الإنسان والمخرج لعدد من الأفلام القصيرة والطويلة الروائية والوثائقية، والتي ساهمت في إثراء المشهد السينمائي بالجهة، من خلال تنظيم المهرجان أو من خلال تصوير أعمال درامية سينمائية، ومن بين أبرز أعماله الأشرطة التالية: “هدر” و “الخاوا” و”البهلوان ” وغيرها.

كما أخرج سلي العديد من الأعمال الوثائقية حول السياحة بجهة الشرق، بالإضافة لبعض البرامج التلفزيونية التي تعنى بالتراث المحلي، مثل “طبوع الرقص بالجهة الشرقية” أو تلك المتعلقة بالعادات والتقاليد.

وفي تصريح خاص لموقع “أورو مغرب”، أعرب الفنان خالد سلي عن سعادته الغامرة بهذا التكريم، مشيراً إلى أن هذا الاحتفاء يأتي من مهرجان سينمائي آخر يواصل العمل والنضال في الساحة الثقافية بالمدينة، وقال:
“أنا سعيد جدا بهذا التكريم، خاصة لأنه جاء من جهة تعمل في مدينة وجدة، والتي نفتخر جميعا بانتمائنا إليها. واستمرارية المهرجان لمدة 13 دورة ليست بالأمر السهل، لذلك فالسعادة كبيرة بالنسبة لي.

وأضاف سلي، أن أي شخص يعمل في وجدة بحماس وحب ونكران للذات يسعى لإبراز جمال مدينتنا الغنية بتاريخها، ويكون مستعدا لبذل مزيدا من الجهد من أجل رفع مستوى الأنشطة الثقافية، اليوم لدينا ثلاثة مهرجانات سينمائية، وأتمنى أن يصل عددها إلى خمسة أو ستة مهرجانات، فلا مانع من تطوير وتنوع الفعاليات.

وأشار الفنان إلى أن العمل الدؤوب على مدى 14 سنة كشف له أن الصبر والمثابرة هما سر النجاح.
مضيفا أن البنية التحتية القافية موجودة، والناس يلاحظون إذا كان لديك الحماس والغيرة ورغبة حقيقية في النجاح، وهناك من يساعدك دائماً.

وختم تصريحه بالتمني للجميع بالتوفيق، شاكرا القائمين على المهرجان على هذا التكريم، مؤكداً أن هذا الإنجاز سيحفزه على مضاعفة الجهود في الدورات المقبلة”.

وتساهم المهرجانات السينمائية بجهة الشرق أيضا، في تشجيع المبدعين المغاربة والأجانب من المخرجين والمنتجين في تصوير أعمالهم السينمائية بالجهة، لما تتوفر عليه من إمكانيات لوجستية وجغرافية وسياحية وطبيعية وتراثية وتاريخية وحضارية. ويعود الفضل كله، في تصوير عدد من الأفلام السينمائية بالجهة لتلك القاءات المهمة داخل المهرجانات، التي اقتنع من خلالها الفنانون والمؤسسات العمومية والخاصة بقدرات المنطقة. ومن بين هذه الأعمال التي صورت بالجهة نجد :
فيلم “المدونة” لحسن بنجلون

فيلم “العبد” لعبد الإله الجواهري

فيلم “الطابع” لرشيد الوالي

فيلم “وحده الحب” لكمال كمال.

كما ساهمت هذه المهرجانات في إنتاج عدد من المسلسلات التلفزيونية الناطقة بالعربية والأمازيغية.

وتؤكد هذه المهرجانات المنظمة بجهة الشرق، على أن السينما ليست مجرد فن للفرجة، بل وسيلة للتنمية والحوار والانفتاح، مما يجعلها نموذجا يحتذى به على المستوى الوطني والدولي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Translate »