اورو مغرب سفيان عزام
تجددت معاناة عدد من تجار الزيتون والمواد الغذائية بالجملة والتقسيط بجماعة بوعرك بإقليم الناظور، إثر التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها المنطقة ليلة أمس، حيث تحولت أمطار الخير إلى طوفان أغرق بضائعهم وتسبب لهم في خسائر مادية وصفت بـ “الكبيرة” و”الفادحة”.
تعود جذور هذه الأزمة المتكررة، حسب شكاوى المتضررين، إلى الوضع الكارثي لـ “قنطرة وادي سلوان” التي تخترق جماعة بوعرك، والتي ما تزال متهالكة ولم يتم إعادة تشييدها بالكامل لأكثر من عام كامل، على الرغم من الشكاوى المتوالية والتحذيرات التي رفعها السكان المحليون والتجار من خطورة الوضع.
وأدى الانسداد المتكرر للقنطرة، بسبب عدم استكمال الأشغال وعدم تهيئة مجرى الوادي بشكل فعال، إلى ارتفاع منسوب مياه الأمطار بشكل مفاجئ ليلة أمس، حيث غمرت المياه المحلات التجارية والمستودعات القريبة من القنطرة ومجرى الوادي، خاصة تلك التي تختص ببيع وتخزين محصول الزيتون والمواد الغذائية.
وبحسب إفادات بعض التجار، فإن كميات كبيرة من سلعهم أصبحت محاصرة بالمياه أو تلفت بشكل كلي، مما يهدد استقرارهم المادي والمعيشي.
وفي تصريحات مستنكرة، وجه عدد من التجار أصابع الاتهام مباشرة إلى مسؤولي جماعة بوعرك، معبرين عن استيائهم الشديد من “عدم المبالاة” و”غض النظر” عن الوضع الخطير للقنطرة ، وأشار المتضررون إلى أن المسؤولين لم يكلفوا أنفسهم عناء معاينة الأضرار الجسيمة التي خلفتها مياه وادي سلوان، والتوقف عن اتخاذ أي إجراءات استعجالية أو وقائية فعالة لإنهاء معاناة السكان والتجار من خطر الفيضانات الذي يهددهم بشكل موسمي.
ويطالب تجار الزيتون والمواد الغذائية بالجماعة، وبإلحاح، السلطات المسؤولة محلياً وإقليمياً، بضرورة التدخل العاجل لإيفاد لجنة مختصة لمعاينة الأضرار وتحديد الخسائر لتعويض المتضررين ، مع اتخاذ إجراءات فورية لتنظيف وتهيئة مجرى الوادي عند القنطرة لضمان تصريف المياه ،
واستئناف وتسريع أشغال تشييد القنطرة المتهالكة وفق معايير هندسية تمنع خطر الفيضانات الذي يهدد السلامة العامة والممتلكات التجارية.
ويظل ملف “قنطرة بوعرك” عالقاً، مهدداً في كل تساقط مطري جديد بفيضان لا يفرق بين البضائع والأرواح، في انتظار استجابة فعلية تنهي حالة الترقب والقلق التي يعيشها سكان وتجار المنطقة.