+فيديو.. سيكوديل تخلد عشرينية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحضور عشرات الفاعلين بالجهة والإقليم

EURO JOURNAL27 يونيو 2025آخر تحديث :
+فيديو.. سيكوديل تخلد عشرينية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحضور عشرات الفاعلين بالجهة والإقليم

أورو مغرب: تقرير جابر الزكاني – ادريس بنعارف

 

شهدت قاعة العروض بفندق ميركير بالناظور مساء أمس الخميس 26 يونيو الجاري، تنظيم نشاط يروم تخليد عشرينية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نظمته جمعية مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية، المعروف اختصاراً بـ “سيكوديل”.

 

ذات اللقاء كان أبرز أنشطته حول تاريخ ال indh واسهام السيكوديل، وكذا تنظير في فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) بحضور العشرات من الفعاليات المدنية والسياسية بالاقليم.

 

انطلقت الفعاليات بالاستماع إلى النشيد الوطني، قبل تلاوة كلمة ترحيبية لرئيس مركز “سيكوديل”، الأستاذ صلاح العبوضي، الذي أوجز أهم محطات مسيرة السيكوديل منذ التأسيس عام 1998.

 

وفي كلمة للمدير الاقليمي للتعاون الوطني بالناظور، سرد هذا الأخير أهم انجازات هذه المصلحة على ضوء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك على غرار انشاء 22 مركزا للرعاية الاجتماعية بالاقليم، تستهدف المرأة
وكذا 10مراكز لرعاية فئة ذويي الاعاقة، علاوة على مراكز للنساء في وضعية صعبة والنساء المعنفات كالمركز المتعدد الوظائف للنساء.

 

انطلقت الندوة التي سيرها الاستاذ البورياحي، بأول محور للسيد قيس مرزوق الورياشي، أول مؤسس للجمعية، وذلك حول فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بعد توقيع ملحق تعديلي لاتفاقية شراكة بين التعاون الوطني و سيكوديل. ثم انسحاب مندوب التعاون الوطني.

 

انطلاق الندوة الفكرية:

 

استعرض قيس مرزوق الورياشي التجرية التي خاضتها ال indh في قالب موضوعي تقييمي، رسمي، جمعوي مدني ثم اكاديمي، نحو صياغة توصيات قد تترجم الى بلورة لاحقا.

قيس المرزوق الورياشي الاكاديمي والسوسيولوجي، الذي أسس سيكوديل، قال بأن الذكرى ليست فقط محطة لتقييم التجربة بل محطة لتعديل البوصلة وفق ما وثقته أورو مغرب أمس..

كون التجربة شهدت فشل بعض نقطها لتعطي دروسا، من خلال دراسة علاقة المقاصد بالوسائل المستعملة، بشرية كانت او مادية، وأكد المحاضر أن سيكوديل اول جمعية بالجهة انخرطت بالمبادرة بمشاريع تتطابق مع فلسفة المبادرة، وفي خوض منه  في معالم فلسفة التنمية البشرية ومبادئها، عددم مبادئها كمبدأ الكرامة، مبدأ المشاركة، مبدأ الإستمرارية، ثم مبدأ الحكامة الجيدة، وكذا مبدأ القرب، دون اغفال مبدأ “الشراكة”، ومبدأ التعاقد كفكرة أساسية في كل مشروع، ثم مبدأ الشفافية أيضا أي ممارسة الوضوح في كل عمليات التدخل، وأخيرا مبدأ التمكين الذاتي (امكانية تقرير الفرد لمشاركته ذاتيا).

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفقا لقيس مرزوق الورياشي، هي حلة جديدة لمشروع اجتماعي انطلق مع الاستقلال تحت مسمى مخطط الانعاش الوطني وهي نسخة جديدة لهذا المخطط في القرن العشرين.

وعن تجربة سيكوديل.. قال المتحدث الأول في ندوة أمس، أن تقييم المبادرة صعب وطنيا، لا استطيع تشخيصه، لكن الحديث عن تجربة سيكوديل كمرآة لواقع أشمل وأعمق.
من 15 الف جمعية قبل المبادرة الى 150 الف بعدها كتفريخ كمي، فاستمرارية الجمعية وجدت سندا في المبادرة، ومشاريع الجمعية ناجحة نسبيا في العديد من المجالات.. والقطاعات.
كما أكد الخبير، أن الجمعيات الهشة لا يمكنها ان تحارب الهشاشة وكذا المشاريع الهشة كوسيلة هشة يستحيل ان تكون ناجعة.
وأردف قائلا: “مستفيدون لا يعيشون بالضرورة وضعية هشة استفادوا من مشاريع سيكوديل والمبادرة”، كما أن المدرسة المغربية اذا كانت تفرخ الغش، فيجب اعادة النظر في التربية.. وهذا هو البديل الأول لتقويم المبادرة.

البديل الثاني، هو التعاون بديل التنافس المجتمعي الاقتصادي، فاقتصاد المانيا مثلا تعاوني تضامني عكس اقتصاد امريكا التنافسي.. والتعاون بدلا من التنافس.

وأزصى مرزوق بالتربية على ثقافة المجهود الذاتي.. لا للتربية على ثقافة التسول والاتكال، وكذا الانتاج والاستثمار بدل الاستهلاك فقط.

هذا وعدد العوائق التي من شأنها ان تكون منغصا على المبادرة في:
ثقافة تمغربيت.. تعارض الخطاب مع الممارسة.
ثقافة الفقر: جل المغاربة “يتمسكنون” بل وحتى بعض ذوي الاجور العليا الان..
أما عن تهميش التعليم مع انتشار المدارس الخصوصية، وانعدام الثقة في المؤسسات فحدث ولا حرج يقول المتحدث.

 

علي الراشدي استاذ في المدرسة الوطنية للتجارة وللتسيير بوجدة، متخصص في الاقتصاد التضامني، أثرى الانشطة البحثية الدورية التي يشرف عليها، أسهم في الندوة بمباحث ثلاث تنتمي لفصل واحد معنون ب” الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ورهانات التنمية المستدامة”
علي الراشدي استاذ التعليم العالي، والمتخصص في التسويق الترابي والذكاء الاصطناعي، قال بأن سيكوديل اشتغلت على 17 هدفا للتنمية المستدامة، وأن الجامعة العمومية المغربية لا اهتمام لها بالاقتصاد التضامني، قبل الخوض في هذه المباحث:

سياق مناقشة الاقتصاد الاجتماعي التضامي
الى اي حد هو شريك طبيعي.
ما هي التحديات المشتركة لهذا الاقتصاد
ماهي معالم خارطة الطريق الممكنة لكسب رهانات التنمية المستدامة.

وأعطى بعد ذلك السيد البورياحي مسير الندوة الكلمة لمحمد الورياشي ممثلا عن المبادرة وعمالة الناظور، الاخير الذي شرح تموقع برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انطلاقا من السياقات العامة التي انتجت المبادرة، حيث بعد الاستقلال أضحت المسألة الاجتماعية حاضرة بقوة لدى السلطات العمومية كهاجس كبير.
1957 أسسس محمد الخامس، مؤسسة للتعاون الوطني
بعدها تأسست الانعاش الوطني 1961، تلتها العديد من المخططات التنموية..

وعن أسباب فشل هذه السياسات، فأولها تشتيت المجهودات في القطاعات الاجتماعية بتنوع المسؤولين وعملهم فرادى.

ضعف الموارد المالية التي كانت تسخر للقطاعات الاجتماعية مقارنة مع الاحتياجات.

ضعف الارادة في تحقيق النتائج.

ونتج عن ذلك ظهور احتقان اجتماعي، واحداث طابعها خارجي واخرى داخلية كأنفكو مثلا، والاحتجاجات والاضطرابات اجتماعية ثم كورونا أخيرا.

 

البداية يقول ممثل المبادرة بالناظور، كانت مع الاعلان في الالفية الثالثة عام 2005، وصولا الى لجنة النموذج التنموي الجديد وتقريرها 2019.
وقد مرت المبادرة ب 3 مراحل:
الأولى: ست سنوات من 2005 الى 2010، اشتغلت على اربعة برامج، اثنان يستهدفان العالم القروي، الثاني  المجال الحضري والثالث هو المشروع الافقي الذي ركز على ما لم يستهدف من قبل، علاوة على محاربة الهشاشة كل ذلك بغلاف مالي قدره بعشر ملايير درهم.

المرحلة الثانية سبع سنوات: ذات تعديلات جزئية بناء على تقييمات المرحلة الاولى،
اين انتقل عدد البرامج المركز عليها من 4 الى 5 باضافة برنامج التأهيل الترابي، بميلغ قدره 17 مليار درهم.

ومن 2019 الى اليوم المرحلة الثالثة من البرنامج، وقد سعت الى إحداث تغيير جوهري، حيث تم التركيز على الاستثمار فيما هو لامادي كالرأسمال البشري والاهتمام به.

الغاء تقنية الاستهداف الترابي، مع توسع الاستهداف الاجتماعي وعدم التركيز على الفئات الهشة السابقة وحدها.

وسرد المتحدث رقاما حول ما تم انجازه في عشرين سنة مضت 1877 مشروع..

عبد الصمد بلقايد مدير المصالح بجماعة سلوان باحث بسلك الدكتوراه تفضل هو الآخر بمداخلة معنونة ب”فلسفة المبادرة الوطنية”:

وفي نظر بلقايد فإن أولى المعيقات لترجمة فلسفة المبادرة على أرض الواقع، هي الثقافة لدى الساكنة، وخصوصا المرأة، حيث كان التحدي أحيانا هو كيفية اقناع المرأة بالاستفادة من الخدمات الأساسية، لذا تدخلت المبادرة بآلية جديدة للوساطة والإقناع، خصوصا على مستوى النساء، مثلا بتوفير بدار الأمومة للحوامل قبل وبعد وضعن.

الالية الثانية المستعملة في الاقناع، هي التعليم الاولي كما اعطى صاحب الجلالة في المناظرة الثانية تعليماته بهذا الاهتمام، كما تدخلت المبادرة بتعميم هذا التعليم.

تأسيس دور الطالبة واامرأة

الادماج الاقتصادي للشباب، وبالتالي انتاجه لمنتوجات تهم المجال الاقتصادي.
ضرورة انصباب العمل على المجال عوض الفئات.
الاهتمام بالصحة الجماعاتية،
اهتمام المبادرة بتجارب دولية اعطت نماذج طيبة في الاهتمام بالمورد البشري.
الدعم المدرسي ومواكبة التمدرس، وقد فاق عدد الاطفال المستفيدين 400 الف طفل في المرحلة الثالثة.

 

وفي بادرة تقدير وعرفان، قامت “سيكوديل” بتكريم مجموعة من الشخصيات الفاعلة في المجال المدني والاجتماعي، تثميناً لمجهوداتهم وإسهاماتهم القيمة كما شهدت الاحتفالية توقيع مجموعة من الاتفاقيات الاستراتيجية بين “سيكوديل”، ممثلة برئيسها، وعدد من المؤسسات والهيئات المرموقة حيث شملت هذه الاتفاقيات غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق، ومؤسسة التجاري وفا بنك، بالإضافة إلى نادي الريف للسينما واتحاد كتاب المغرب فرع الناظور.

وتؤكد هذه الاحتفالية المتميزة التي نظمتها “سيكوديل” على التزامها المستمر بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعزيز الشراكات الفعالة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية في المنطقة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    Translate »