اورو مغرب
لييج/لوكسمبورغ – لم يكد يمر شهر على تولي القنصل العام الجديد للمملكة المغربية في لييج ودوقية لوكسمبورغ مهام منصبه، حتى أثار أولى قراراته الإدارية موجة من الاستغراب والغضب بين أفراد الجالية المغربية التابعة لنفوذ القنصلية، وذلك بسبب الإعلان عن مواعيد جديدة ومقيّدة لسحب جوازات السفر.
واطلعت جريدة “أورو مغرب” على الإعلان الذي تم تعليقه على الحائط الخارجي للقنصلية، والذي يقضي بتخصيص ساعة واحدة فقط في نهاية كل يوم عمل، وتحديداً من الساعة الثالثة مساءً (15:00) إلى الرابعة مساءً (16:00)، لعملية سحب جوازات السفر.
هذا التقييد الزمني، الذي يدخل ضمن صلاحيات القنصل الجديد، أثار تساؤلات جدية لدى الجالية، خاصة القاطنة في المناطق البعيدة التابعة للقنصلية كمدينة مونس أو لوكسمبورغ ، ويتساءل المتضررون: “هل يعقل أن يقطع الفرد مسافات طويلة وينتظر حتى الساعة الثالثة بعد الظهر من أجل عملية سحب جواز سفر تستغرق دقائق؟”
ويشعر أبناء الجالية بأن هذا القرار يتناقض مع سلاسة الإجراءات الإدارية المتبعة في دولة مثل بلجيكا، ويسلط الضوء على عجز إدارة مغربية عن مواكبة هذه السلاسة في التعامل مع المواطنين ، هذا التباين يضرب في الصميم التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد باستمرار على خدمة المواطن المغربي عبر العالم بتفان وتقديم الحلول الناجعة.
وما زاد من حدة الاستياء هو الطريقة “التقليدية” و”البالية” التي اعتُمدت للإعلان عن هذا القرار ، فقد اقتصر النشر على الحائط الخارجي للقنصلية، وهو ما يعني اضطرار صاحب الجواز إلى الانتقال جسدياً إلى مدخل القنصلية للاطلاع على المستجدات.
ويُعدّ هذا الأسلوب الإعلاني، المعروف بـ”السبورة الحائطية”، تجاوزاً صريحاً للتقدم التكنولوجي المتاح ووجود منصات إخبارية وصفحة رسمية للقنصلية، التي يمكن استغلالها لتقريب الإدارة من المواطن، وهو أحد أهم القرارات الإدارية التي اعتمدتها الدولة المغربية منذ سنوات.
ومن هذا المنبر نطالب القنصلية بـتسهيل عملية أخذ المواعيد، وإنشاء مكتب مخصص داخل القنصلية لذلك، بدلاً من اللجوء إلى “الوكالة المجاورة واستنزاف جيوب الجالية”، والأهم من ذلك، ضرورة استشارة الأعوان المحليين، الذين يمثلون “العلبة السوداء” للقنصلية وخبرائها الداخليين، لضمان حكامة جيدة تسهم في تقديم أفضل الخدمات لرعايا صاحب الجلالة في بلجيكا ولوكسمبورغ.