وجدة…ندوة وطنية حول:”المسيرة الخضراء بعد خمسين عامًا ذاكرة وطن ورهانات السيادة والتنمية”

اورو مغرب17 أكتوبر 2025آخر تحديث :
وجدة…ندوة وطنية حول:”المسيرة الخضراء بعد خمسين عامًا ذاكرة وطن ورهانات السيادة والتنمية”

اورو مغرب منير حموتي

نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، صباح يوم الخميس 16 أكتوبر الجاري، ندوة وطنية بعنوان:”المسيرة الخضراء بعد خمسين عاماً: ذاكرة وطن ورهانات السيادة والتنمية”، وذلك بمناسبة افتتاح الموسم العلمي 2025-2026 واحتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.

ونُظمت هذه الندوة بشراكة بين مركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة، والمجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، بمشاركة ثلة من الشخصيات الوطنية والباحثين المرموقين في مجالات الفكر والسياسة والعلاقات الدولية.

وفي كلمة له بالمناسبة، اعتبر السيد محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق، أن المسيرة الخضراء كانت أسمى تعبير عن التلاحم العميق بين العرش والشعب، مضيفًا أنها استندت إلى رؤية مضبوطة في التخطيط. وثمّن عاليًا مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية، الذي جدد التأكيد على مواصلة بناء أسس المغرب الصاعد والمتضامن.

وأوضح السيد بوعرورو أن تخليد هذه الذكرى نابع من قناعة راسخة، بضرورة استحضار الدلالات الكبرى لهذا الحدث الوطني، وبهدف تعزيز الوعي الوطني وربط الأجيال الصاعدة بتاريخها المجيد، فضلاً عن إبراز رموز الجهة الفكرية والثقافية ومساهمتها في الدينامية التنموية التي انخرطت فيها المملكة.
من جهته، أكد الدكتور العلامة مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق أن المسيرة الخضراء لم تكن عملاً عفوياً أو مجرد مبادرة سياسية، بل جاءت استنادًا إلى شرعية قانونية وتاريخية راسخة.
وأشار، إلى أن المغرب استشار محكمة العدل الدولية قبل انطلاق المسيرة، وأن المحكمة أقرت بوجود علاقات ولاء سياسية وروحية بين سكان الصحراء والدولة المغربية.

وأوضح الدكتور بنحمزة، أن هذه العلاقة لم تكن سوى علاقة البيعة التي كانت في التاريخ الإسلامي الأساس الشرعي لقيام الدولة، مبرزًا أن البيعة هي الرابط الذي يجمع الحاكم بالمحكوم.

وختم كلمته بالتأكيد على أن المسيرة الخضراء جسدت امتدادًا طبيعيًا لتلك الشرعية التاريخية والدينية، ومكنت المغرب من استعادة أقاليمه الجنوبية في إطار الوحدة الوطنية.

وألقى الدكتور زهر الدين طيبي، النائب الأول لرئيس جامعة محمد الأول بوجدة، كلمة نيابة عن رئيس الجامعة، أكد فيها أهمية هذا العرس العلمي المتميز في موضوعه ومحاوره.

وأوضح أن الجامعة كانت ولا تزال فضاءً أكاديمياً وعلمياً لمناقشة القضايا الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها القضية الوطنية ملف الصحراء المغربية.
وأشار، إلى أن المغرب بلغ المراحل الأخيرة في حسم الملف، وأن مبادرة الحكم الذاتي المعتمدة منذ 2007 تبقى الحل الأنسب للنزاع المفتعل. كما أبرز أن اعتراف القوى العظمى كأمريكا وإسبانيا وفرنسا بالصحراء المغربية، وافتتاح أزيد من 30 قنصلية في الأقاليم الجنوبية، إلى جانب الاستثمارات المتزايدة هناك، تؤكد اقتراب الحسم.

الندوة الوطنية، عرفت مشاركة نخبة من الأساتذة والشخصيات، تناولت مواضيع مهمة، حيث تناول الأستاذ مولاي امحمد خليفة موضوع “إيمان راسخ، المغرب في صحرائه وصحراء في مغربها إلى الأبد.” أما الاستاذ عبد الرحيم البرديجي فقد تحدث عن موضوع “تاريخ ارتباط الصحراء بالمغرب، من سانتا كروز دي ماربيكينيا الى المسيرة الخضراء، ادلة من الارشيف الرسمي الإسباني.” الاستاذ محجوب ولد السالك تطرق لموضوع، “النزاع في الصحراء بين الماضي والحاضر وأفق المستقبل.” أما الأستاذ فؤاد فرحاوي فتطرق لموضوع: “الفضاء الصحراوي للمغرب والأفق الأطلسي: قراءة في التشكل التاريخي والرهانات المعاصرة”، في حين تناول ممثل مجلس جهة الشرق لموضوع “التسويق الترابي كآلية لتحسين جاذبية جهة الشرق وتعزيز تموقعها الاستراتيجي.”

واختُتمت أشغال هذه الندوة بالتأكيد، على أن المسيرة الخضراء ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي مشروع وطني متجدد يستمر عبر الأجيال.
هذا، ودعا المشاركون إلى استلهام قيم التضامن والوحدة والعمل الجماعي التي جسدها هذا الحدث الخالد، من أجل مواصلة مسيرة البناء والتنمية في مغرب يسوده الاستقرار والكرامة والسيادة الكاملة على ترابه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    Translate »