اورو مغرب سفيان عزام
هبّت مدينة الناظور، بهبة جماهيرية عفوية لم تشهدها منذ عقود، لتعانق الفرحة العارمة التي سكنت قلوب أبناء الإقليم، فور الإعلان عن التصويت على القرار الأممي المُقِر للحكم الذاتي كـ “حل لا بديل له” لقضية الصحراء المغربية ، حيث تحوّل كورنيش الناظور، انطلاقاً من أمام ساحة الفطواكي، إلى لوحة وطنية نابضة بالحياة، تجسّد أشكالاً متعددة من التجمعات المعبرة بصدق عن وطنية راسخة.
لم ينتظر الناظوريون طويلاً ، فمنذ اللحظات الأولى للإعلان النهائي عن انتهاء التصويت ، تجمهر المئات من ابناء اقليم الناظور من مختلف الشرائح، ممثلين لجمعيات وقطاعات مهنية شتى ، امتلأت الأيدي بالأعلام الوطنية واللافتات، وصدحت الحناجر بشعارات النصر، في وضعية احتفالية فريدة من نوعها، إذ جاءت لتسبق ذكرى المسيرة الخضراء، مؤكدة أن الفرحة بالوطن لا تعرف التقويم.
فرحتان لا ثالث لهما: ارتياح من “الابتزاز” ونهاية لتضحيات نصف قرن!
بهذا القرار، أصبحت فرحة المغاربة “فرحتين”:
الفرحة الأولى: الاحتفال بهذا القرار التاريخي الذي سيضع حداً لسنوات طويلة من “التضحيات السياسية المريرة” في العلاقات الدولية، تضحيات كابدها الوطن لخمسين سنة من أجل كل شبر من ترابه.
الفرحة الثانية: الارتياح من “تكالب بعض الأفارقة والأوروبيين والجيران” الذين طالما حاولوا ابتزاز المغرب بملف الصحراء.
القرار الأممي لقي صدى عميقاً من الفرحة في نفوس الناظوريين، على غرار سائر مغاربة الأمة داخل وخارج الوطن ، تناثرت عبارات التهاني العفوية بين من اختاروا الخروج للتعبير عن فرحتهم في الشوارع، ومن آثر البقاء في منزله لمتابعة الخطاب الملكي السامي، وبين من تابع اللحظة التاريخية عبر شاشات المقاهي التي امتلأت عن بكرة أبيها.
هذا القرار الذي يحمل في طياته إشارات قوية، أبرزها ولأول مرة، تمديد مهمة المينورسو لأقصر مدة، وهو ما يبعث برسالة قوية توحي بـ وشوك إنهاء مهام ديميستورا للمينورسو، الأمر الذي يراه المحللون دليلاً على اقتراب طي صفحة القضية بالكامل.
وكان مجلس الأمن، في جلسته التي انعقدت مساء اليوم بنيويورك، قد صوت لصالح المغرب، داعماً مقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية ، كما أكد المجلس دعمه للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لتيسير المفاوضات بهدف التوصل إلى حل “عادل ودائم ومتوافق مع حق تقرير المصير”.
تجدر الإشارة إلى أن 11 دولة من أصل 15 صوتت على القرار، من بينها الولايات المتحدة وكوريا، فيما امتنعت ثلاث دول فقط عن التصويت.
هنيئاً لنا كمغاربة بهذا التثبيت الأممي للقرار، وما سينعكس به على المنطقة من أمن وسلام ورخاء وازدهار.

						
										
				









