اللقاح ضد كورونا في مواجهة أنانية البشرية

Admin9 ديسمبر 2020آخر تحديث :
اللقاح ضد كورونا في مواجهة أنانية البشرية

تتحكم في العالم قوى عظمى تفرض على الدول الصغرى شروطها وتملي عليها قوانينها، وتخضع السياسة الداخلية للدول الضعيفةلقانون نور الغاب، إلا أننا لم نتوقع يوما ما ان يسري القانون الظالم على المرضى والمسننين حتى حلت جائحة كورونا وفضحت الجميع.
العالم يعيش الايام الاخيرة لحظة امل في مواجهة فيروس كورونا، بعد إعلان شركتي (فايرز/وبيونتيك) على فعالية اللقاح الذي طوراه، فرحة اصطدمت بأنانية وجشع الدول والأفراد، إنها جدلية الأخلاق والسياسة، وبدى جليا للقاصر والداني أن منطق نفسي نفسي والطوفان هو الغالب، دول الغرب من أوروبا وأمريكا استحودت على شراء الجرعات الأولى من التلقيح، منطق القوة هو السائد والعالم المعاصر عديم الأخلاق، حظ الدول الفقيرة من التلقيح يتحكم فيه الجبابرة ولن يتم توزيعه الا كما يتم توزيع خيرات الدنيا، حتى الصحة أصبحت تدخل في دائرة الاحتكار، الحمد لله! ان الهواء الذي نستنشقه لا يمكن وضعه داخل الحاويات، وإلا مات كل الضعفاء.
من منا لا يتذكر كيف ان دول الغرب تركت أفريقيا لوحدها في مواجهة فيروس (ايبولا) ويوم اقترب الخطر من الرجل الأبيض قام يبحث ليل مساء عن الخروج من هذه الكارثة، لكن! بنفس الأسلوب الذي يعادي التضامن العالمي والتآزر بين أفراد المجتمع الواحد، فسمعنا مؤخرا بعض الدول تقر بمبدإ أسبقية التلقيح لذوي الدخل العالي وأخرى تنفي مطلقا عن نفسها رغم إمكانياتها الهائلة قدرتها على تلقيح شعوبها مجانا.
لما لا وقد مارست كثير من الدول داخل مستشفياتها قانون الاصطفاء والاستقصاء ورأينا كيف زج إلى المقابر بمن لم تعد المجتمعات ترى فيهم الا عبء اقتصاديا.
الأخلاق يجب أن ترتبط ارتباطاً حقيقياً بالسياسات العامة، والحل الأفضل للمجتمع العالمي هو ضمان وجود نظام توزيع عادل، لأن اللقاح لن ينهي جائحة كورونا إذا لم يوزع بعدل على الجميع. واحتكرت البلدان المرتفعة الدخل للإمدادات العالمية منه.
ذ:نزيهة طاهري

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.