منير حموتي
في إطار الدينامية الوطنية المتواصلة للدفاع عن الوحدة الترابية، احتضنت مدينة وجدة يوم السبت 15 نونبر 2025 يوماً إشعاعياً مميّزاً خصص لقرار مجلس الأمن الأخير والتحول النوعي في مسار تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وقد نظم هذا الحدث تحت شعار:
“جهود 50 سنة من الكفاح تتوّج بدعم دولي للمبادرة المغربية ذاكرة أمة”.
اللقاء، الذي أشرفت عليه التنسيقية الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحرار بوجدة أنكاد، برئاسة المنسّق الإقليمي محمد هوار، شهد مشاركة واسعة من المناضلات والمناضلين، وشكل محطة لتعزيز الوعي الوطني واستحضار محطات مضيئة من تاريخ استرجاع الأقاليم الجنوبية، وما رافقها من جهود دبلوماسية راسخة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله
استهلت فعاليات الفترة الصباحية بتنظيم معارض توثيقية تعكس قوة الموقف المغربي وعدالة قضيته، من خلال عرض مقتطفات من الخطب الملكية التاريخية، ومواد توضيحية لمسار “ذاكرة أمة”، وإبراز نجاحات الدبلوماسية المغربية. كما تخللتها عروض بصرية وأناشيد وطنية عمقت الشعور بالفخر والانتماء والوحدة.
وفي إطار البرنامج العلمي لهذا اليوم، أطر الأستاذ عبد المنعم السبعي لقاء فكرياً بعنوان
“مغربية الصحراء بين الشرعية التاريخية والتحولات الدولية: من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير”.
وقد جاء هذا اللقاء ليجدد الروح الوطنية ويؤكد استمرار التلاحم العميق بين العرش والشعب حول القضية الوطنية الأولى.
في كلمته الترحيبية، أكد المنسّق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بعمالة وجدة، البرلماني محمد هوار، أن هذا اليوم الإشعاعي يجسّد محطة وعي وطني متجددة، وفرصة لتعزيز التلاحم الوثيق بين العرش والشعب حول قضية الصحراء المغربية، باعتبارها جوهر الوحدة الترابية ورمز السيادة الوطنية.
وأشار هوار إلى أن تزامن الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء مع القرار الأممي الجديد يشكل لحظة تاريخية تؤكد ثبات الرؤية المغربية نحو حل سياسي واقعي ودائم. واعتبر يوم 31 أكتوبر “عيداً للوحدة” لما يحمله من دلالات في مسار النضال الوطني ووفاء الأجيال.
كما نوه بالنجاحات التي حققتها الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك في تعزيز الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي. واختتم مؤكداً أن المغرب يعيش مرحلة انتقالية نوعية عنوانها الانتقال من التدبير إلى التغيير، ومن الترافع إلى البناء والتمكين الاقتصادي، خصوصاً في الأقاليم الجنوبية التي أصبحت نموذجاً وطنياً ودولياً في التنمية.
خلال الفترة المسائية، كان الحضور على موعد مع ندوة أكاديمية أطرها أستاذا كلية الحقوق بوجدة، الدكتور خالد شيات والدكتور زهر الدين طيبي، تحت عنوان
“مغربية الصحراء بين الشرعية التاريخية والتحولات الدولية: الانتقال من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير”.
وقد تناول المتدخلان أبعاد الشرعية التاريخية لملف الصحراء المغربية، والتحولات الدولية التي كرست دعم مبادرة الحكم الذاتي، مع تقديم قراءة استشرافية لآفاق تسوية النزاع المفتعل وتقييم المسار المغربي المتميّز في تدبيره.
اختُتم هذا اليوم الإشعاعي بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. كما شهد الحفل تكريم إحدى السيدات المناضلات من مدينة وجدة، وهي من المشاركات في المسيرة الخضراء المظفرة، في لحظة مؤثرة حملت رمزية وطنية عميقة، واستحضرت جيل الرجال والنساء الذين صنعوا ملحمة الوحدة الترابية.














































