دويتشة فيليه /
شككت وزارة الصحة الألمانية في “نوعية وفعالية وسلامة” اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد الذي أعلن عنه الرئيس الروسي بوتين، في وقت تؤكد فيه منظمة الصحة العالمية أنها لم ترّخص للمصل الروسي.
قالت متحدثة باسم وزارة الصحة الألمانية لمجموعة “ار ان دي” الألمانية: “لا معلومات معروفة عن نوعية وفعالية وسلامة اللقاح الروسي” مذكرة بأن “سلامة المرضى (في الاتحاد الاوروبي) هي على رأس الأولويات”.
وتابعت اليوم الثلاثاء (11 أغسطس/ آب 2020): “الشرط المسبق للسماح باستخدام لقاح في أوروبا هو المعرفة الكافية المستخلصة من التجارب السريرية لإثبات فعالية الدواء وآثاره الجانبية، إضافة إلى الدليل على جودته الدوائية”، مشيرة إلى أن لا اتصالات لبرلين حاليا مع الروس في هذا الخصوص.
كما صرحت المتحدثة ذاتها لـ”شبكة التحرير الصحفي دويتشلاند” أنه يجب إثبات نتيجة إيجابية لنسبة المجازفة باستخدام العقار قياسًا إلى المنفعة منه قبل أن يتم استخدامه على نطاق واسع.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا في العالم، وقال إن إحدى بناته حصلت عليه. وتؤكد وزارة الصحة الروسية أن لقاحها يسمح “بتكوين مناعة طويلة” الأمد، مقدرةً أن تستمر الاستجابة المناعية مدة “عامين”، لكن روسيا لم تنشر أيّ بيانات تدعم كلامها.
وسيُطرح اللقاح للتداول في الأول من كانون الثاني/يناير 2021، وفق ما أفاد السجل الوطني للأدوية التابع لوزارة الصحة لوكالات الصحافة الروسية، علما بأن المرحلة الثالثة التي ستشمل آلاف الأشخاص لن تبدأ قبل الأربعاء في روسيا.
وفي ردها على الإعلان الروسي، قالت منظمة الصحة العالمية إن “المرحلة التي تسبق الترخيص” و”الترخيص للقاح” يجب أن يخضعا لآليات “صارمة” بعد درس المعلومات التي تم جمعها خلال التجارب السريرية، مؤكدة أنه عليها في ظلّ غياب “ترخيص مسبق” من جانبها، التحقق بموجب “آليات صارمة” من كافة البيانات التي “جمعت خلال التجارب السريرية”.
وفي آخر توضيح لها في 31 تموز/يوليو، أحصت منظمة الصحة العالمية 26 لقاحاً مرشحاً في العالم يجري تقييمها خلال تجارب إكلينيكية على البشر، في مقابل 11 لقاحاً تجريبياً في منتصف حزيران/يونيو.
وما زال معظم هذه التجارب في “المرحلة الأولى” التي تهدف بشكل أساسي إلى تقييم سلامة المنتج، أو “المرحلة الثانية” حين يتم بالفعل استكشاف مسألة الفعالية، فيما خمسة منها فقط هي في “المرحلة الثالثة” الأكثر تقدماً، حين تُقاس الفعالية على آلاف المتطوعين، وهذا ينطبق على اللقاحات التجريبية طورتها شركات ألمانية وأمريكية وصينية وبريطانية.
ولا يزال اللقاح الروسي الذي طوره مركز نيكولاي جاماليا لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية مُدرج في المرحلة الأولى في قاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية.
وتقول عالمة الفيروسات الفرنسية ماري بول كيني النائبة السابقة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية لوكالة فرانس برس إن “هذا الإعلان سابق لأوانه لأننا لا نعرف بعد ما إذا كان هذا اللقاح (أو أي لقاح آخر) سيقي من كوفيد-19″، ولا “ما ستكون عليه مدة الاستجابة المناعية” معتبرة أنها لا تكون في الواقع “لدى الإنسان لأكثر من بضعة أشهر أو أسابيع” بعد الجرعات الأولى.