الكاتب الحسن بالعربي في حوار مع رضوان بن شيكار

Admin25 سبتمبر 2020آخر تحديث :
الكاتب الحسن بالعربي في حوار مع رضوان بن شيكار

حوار رضوان بن شيكار

(1) كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟

الحسن بلعربي، من مواليد مدينة الناظور. حصلت على الإجازة في الكيمياء من جامعة محمد الخامس بالرباط، وعلى الدكتوراه من جامعة الميريا شمال شرق اسبانيا. أشتغل بجامعة ألميريا كأستاذ وباحث تخصص هندسة كيماوية. عضومراسل بأكاديمية الحسن التاني للعلوم والتقنيات. رئيس جمعية البيئة والتربية. لدي أيضا إهتمام واسع بإشكاليات التنمية والهجرة. أما في عالم الأدب، فما أزال في بداية المشوار.

(2) ماذا تقرأ الآن وماهو اجمل كتاب قرأته ؟

حاليا أقرأ “!La Civilisation, ma Mère” للكاتب المغربي إدريس الشرايبي، رحمه الله. اما أجمل كتاب قرأته في حياتي، فأنا لا أستطيع ان أنحاز الى كتاب واحد، بل هناك الكثير من الكتب القيمة والجميلة، التي كان لها وقع مهم علي. أستطيع أن أقول لك بأن هناك بعض الكتب التي اتمنى إعادة قراءتها، مثل “مئة عام من العزلة” للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا مركيز، “موسم الهجرة إلى الشمال” للكاتب السوداني الطيب صالح، و”الديدان التي تنحني” للكاتب المغربي الراحل محمد زفزاف.

(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟

الواقع أنني بدأت الكتابة منذ سن مبكرة، لكن كنت اكتب بطريقة غير منتظمة، وكنت أكتب أشعارا وخواطر ثم أتلفها مباشرة بعدما أنتهي من كتابتها. في سنة 2015 بدأت أكتب بانتظام، فنشرت العشرات من مقالات الرأي وبعض القصص القصيرة.

بالنسبة لي، كانت وما تزال الكتابة فضاء للحرية تسمح لي بالغوص في أعماقي، و اكتشاف كل المشاعر الثائرة داخلي. الكتابة هي، فعلا كما يقال، أكثر الأحضان اتساعا.

(4) ماذا تمثل لك مدينة الناظور؟ وماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟

الناظور بالنسبة لي هي المدينة التي عرفت فيها النور، وهي التي احتضنت طفولتي وجزأ من شبابي، وهي الأم التي لن يعوضها أحد مهما رحلتُ وارتحلتُ.

المدينة التي تسكنني وأحن إلى التسكع في أزقتها هي مدينة غرناطة التي عشت فيها اولى سنوات غربتي. غرناطة هي بمثابة الفردوس الذي حرمت منه منذ ربع قرن. أحلم كثيرا باحتساء قهوة المساء في شرفة فندق “الحمراء بلاص” وأشاهد غروب الشمس بين جبال “سييرا نيفاذا”، وأتسكع في متنزه الحزانى وفي حي البيازين. أنا أعشق غرناطة.

(5) هل انت راض على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟

اذا كنت تعني إنتاجاتي الأدبية فأنا ما أزال في بداية المشوار. “بيوت من طين” هي روايتي الأولى، وهي تتواجد في المكتبات (في إسبانيا وفي امريكا اللاتينية)، ويمكن اقتناؤها أيضا عبر المتاجر الإلكترونية كأمازون مثلا. بحول الله سأعمل على نشرها أيضا باللغة العربية. لدي العديد من المشاريع، روايتان في الطريق، وأيضا مجموعة قصصية.

(6) متى ستحرق اوراقك الابداعية وتعتزل الكتابة بشكل نهائي؟

ربما قد يأتي اليوم الذي أتخلى فيه عن نشر كتاباتي، لكني لا أظن أني قادر على التخلي عن الكتابة، فحاجتي إليها مستمرة.

(7) ماهو العمل الذي تمنيت ان تكون كاتبه وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟

لا أبدا، لم أتمن قط أن أكون صاحب عمل ما، لأني بكل بساطة مؤمن أن الأعمال تحمل في طياتها بصمات أصحابها، ومستحيل أن أمتلك بصمة غيري.

بالنسبة لطقوس الكتابة ليست لي طقوس معينة، وأكتب في أي مكان وكلما شعرت برغبة في الكتابة، لكن أبوح لك بأنني أفضل الكتابة في المقاهي، فضجيج الزبناء لايضايقني أبدا، ولدي القدرة على التركيز في هذه الأماكن. قد يكون ذلك الأمر راجعا أني كنت أراجع دروسي في المقاهي خلال فترة الإستعدادات لإختبارات شهادة الباكلوريا.

(8) ماهو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالمغرب؟ وهل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها ام هو مجرد مغرد خارج السرب؟

لاحظت أنه في السنوات الأخيرة هناك نهضة ثقافية مهمة، والحقيقة إني جد متحمس لهؤلاء الأبطال الذين يبدعون رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الثقافة في وطننا الحبيب، وأناشد الناظوريين أن يشجعوا الثقافة ويحفزوا الإبداع. المثقف الحقيقي لا يستطيع أن يغرد خارج السرب لأنه يستمد قوته وإبداعه من محيطه، ولا يستطيع أن يدير ظهره لمن حوله.

(9) ماذا يعني لك العيش في عزلة اجبارية وربما حرية اقل بسبب الحجر الصحي ؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟

كانت الأمور جد صعبة بالنسبة لي، وخاصة أنه لم تكن هناك عزلة بمعناها الحقيقي، بل كان سجنا مع الأهل، وبالأصح اعتقال إجباري. هو صحيح أنه من طبيعة المبدع قضاء أوقات طويلة بين الجدران لكن في النهاية يكون ذلك اختياره، وليس ملزما عليه كما كان الحال خلال فترة الحجر الصحي. ومع ذاك فانا قد استفدت كثيرا من تلك المدة، حيث اني قرأت بعض الروايات وكتبت فيها بعض القصص القصيرة ومقالات رأي.

(10) شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا ؟

الشخصية التي تمنيت لقاءها هو الكاتب المغربي الكبير المرحوم إدريس الشرايبي. السبب في ذلك أني أعتبر أنه كان مبدعا بمعنى الكلمة. بالإضافة أنه كان مغتربا، لذلك أشعر وأنا أقرأ مؤلفاته أو أستمع إلى حواراته التي سجلها بأنه لدي مع إدريس الشرايبي الإنسان الكثير من القواسم المشتركة.

(11) ماذا كنت ستغير في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟

طبعا هذا ليس ممكنا، لكن أستطيع أن أبوح لك أني تمنيت لو لم أكن سخيا في هدر الوقت مع بعض الأشخاص، وفي المقابل تمنيت لو كان إهتمامي أكثر بأشخاص آخرين. الوقت هو أغلى ما نملكه.

(12) صياغة الاداب لايأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية.حدثنا عن روايتك الاولى التي صدرت مؤخرا: بيوت من طين ؟

بطبيعة الحال، للزمان والمكان بصمة على كل الإنتاجات الفنية والأدبية. روايتي “بيوت من طين” ابتدأت كتابتها وأنا أمر بظروف صعبة، وكان علي إلقاء نظرة إلى طفولتي؛ وما أنا إلا ما تبقى من ذلك الطفل الذي كنته.

“بيوت من طين” تحكي قصة طفل وسط بيئة بسيطة، تعلم منها الكثير وهيئته ليواجه كل الصعاب التي قابلته فيما بعد خارج حدود حيه وخارج حدود الوطن الأم. الراوي يغوص في طفولته بحي عاريض لينقل للقارئ الكثير من تفاصيل الحياة اليومية في حيه ومدينته، خلال فترة السبعينات من القرن الماضي. وحرص على تقديم صورة واقعية إلى أبعد حد عن طفولته، حيث لم يكتف برسم المعطيات المتصلة بذاته وشخصيته، بل رسم تفاصيل حياة معيشية ترجع إلى بداية السبعينات من القرن الماضي وتتصل ببيئته ومجالاتها: اجتماعية، ثقافية، تربوية، دينية، وفنية. وينقل الراوي أحداثا وطرائف أثرت في تكوين شخصيته. مقدمة الكتاب من تأليف الكاتبة ليلى قروش التي حازت على عدة جوائز، ولوحة الغلاف للتشكيلية المتألقة سهام حلي، والترجمة قام بها الكاتب الموهوب محمد المرابط.

(13) هل يعيش الوطن داخل الكاتب المغترب أم يعيش هو بأحلامه داخل وطنه؟

الوطن يسكننا أينما رحلنا وارتحلنا. أنا أؤمن بالمقولة التي مفادها أنه لا يعرف الوطن جيدا إلا من عرف الغربة.

(14) كيف ترى تجربة النشر على وسائل التواصل الاجتماعي؟

النشر على وسائل التواصل الاجتماعي له إيجابيات وأيضا سلبيات؛ تصل الى عدد كبير من القراء في زمن قياسي، لكن يجب الإنتباه إلى أنها سوق كبيرة يعرض فيها الجيد وغير الجيد.

(15) ماجدوى الكتابة الابداعية وما الذي يريده الناس، تحديداً، من الكاتب المبدع؟

الكتابة الإبداعية توثيق لقضايا الناس، والذي يريده النّاس من الكاتب فهو أن يكون قريبا منهم، يعبر عما يخالج صدورهم من أحاسيس ومخاوف، وأن تكون كتاباته مرآة تعكس اهتماماتهم.

(16) اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟

لدي الكثير من الذكريات الجميلة والحمد لله، وفقدان عزيز دائما يكون ذكرى حزينة لأي شخص.

(17) كلمة اخيرة او شئ ترغب الحديث عنه؟

الشكر والامتنان لك على هذا البرنامج الذي يقرّب لنا مبدعينا، وأنا أحرص كثيرا على الإطلاع على جميع الحلقات. أريد أن ألفت القارئ الكريم أن كل هؤلاء المبدعين الناظوريين الذين قدمتهم في برنامجك هذا، درسوا في مدارس عمومية، فلنُعِد للمدرسة العمومية وزنها وكرامتها. ولنعد للمدرّس المكانة التي يستحقها.

لنعمل من أجل مدرسة عمومية منصفة وذات جودة. اليوم، نحن في أمسّ الحاجة الى مدرسة عمومية ذات قيمة، حتى يكون هناك عدل وإنصاف للمواطن البسيط الذي يشكل أغلبية الشعب المغربي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.