اورو مغرب ادريس بنعارف
عرفت قاعة الندوات والعروض بمقر جمعية الأعمال الاجتماعية للتعليم بالناظور، يوماً دراسياً هاماً نظمته هيئة دكاترة قطاع التربية الوطنية بالجامعة الوطنية للتعليم، بالشراكة مع مركز “كامبريدج للتربية والتكوين” ، وقد خصص هذا اليوم الدراسي لمناقشة موضوع “الديداكتيك وعلوم التربية ، مقاربات متعددة ورؤى متقاطعة”.
وشهد هذا الحدث العلمي حضوراً نوعياً لأساتذة وباحثين وطلبة ، حيث شارك في فعالياته نخبة من الباحثين في التربية والتكوين ، وطلبة أسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه ، بالإضافة إلى أساتذة وأستاذات يشتغلون في المؤسسات التعليمية التابعة لمديرية الناظور.
وقد احتضنت قاعة الندوات والعروض بمقر جمعية الأعمال الاجتماعية للتعليم بالناظور اليوم الاحد فاتح دجنبر 2024 على الساعة العاشرة صباحا؛ يوما دراسيا نظمته هيئة دكاترة قطاع التربية الوطنية بالجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وبتنسيق مع مركز “كامبريدج للتربية والتكوين”، في موضوع: “الديداكتيك وعلوم التربية؛ مقاربات متعددة ورؤى متقاطعة. وعرفت هذه الندوة حضورا متميزا لثلة من الباحثين في التربية والتكوين، وطلبة أسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه، ونخبة من الأساتذة والأستاذات المشتغلين بالمؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالناظور.
افتتحت الندوة بالاستماع إلى النشيد الوطني، ثم ترديد نشيد الاتحاد المغربي للشغل، لتبدأ أشغال الجلسة الترحيبية بتسيير من الأستاذ ياسين المرسي، التي شملت كلمة الكاتبة الإقليمية للجامعة الوطنية للتعليم بالناظور الدكتورة نادية عساوي، وكلمة الأستاذ نصر الدين امحمدي الكاتب المحلي بالناظور للجامعة الوطنية للتعليم، كما قدم الأستاذ منير كلخة كلمة، أشاد من خلالها بمجهودات مكتب هيئة دكاترة قطاع التربية الوطنية، وبضرورة الانخراط في التحولات التي تعرفها المملكة المغربية في مجال التربية والتكوين، والانسجام مع التوجيهات الملكية السامية لتطوير التعليم ببلادنا، واختتم الأستاذ كلخة مداخلته بإعلان انتهاء مهامه في مكتب الدكاترة بالجامعة الوطنية للتعليم، نظرا لالتحاقه بالتدريس بالتعليم العالي.
وقد شملت الجلسة العلمية الأولى، التي قام بتسييرها الدكتور عبد المجيد بنقادة ، محاضرات ومناقشات حول الديداكتيك وعلوم التربية، إذ تناولت الباحثة نادية عيساوي موضوع المهارات الحياتية وأدوارها في ترسيخ التعلمات، وقدم الأستاذ ياسين المرسي مداخلة حول دور الخريطة التفاعلية في إدراك المجالات، أما الباحث في الدراسات القرآنية محمد الدرقاوي، فقد سلط الضوء على بعض الطرائق الديداكتيكية في تدريس مادة التربية الإسلامية من خلال كتاب “السيرة النبوية ؛ دروس وعبر، ” لمصطفى السباعي، لتنتهي أشغال الجلسة الأولى بموضوع حول توظيف الذكاء الاصطناعي في التدريس بالمدرسة العمومية؛ قدمه الباحث خير الدين قاسمي، حيث حاول تبيان مدى التحديات المطروحة في الواقع التربوي، وإمكانيات تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التربية والتكوين.
واستؤنفت أشغال اليوم الدراسي بعد استراحة قصيرة، بجلسة علمية ثانية أشرف على تسييرها الأستاذ منير كلخة، إذ طرح الدكتور امحمد أمحاور في مداخلته عدة إشكاليات مرتبطة بالبحث في التربية والتكوين، ومدى تحقيق النموذج التربوي ببلادنا للعدالة الاجتماعية. وتناول الباحث د. عبد المجيد بنقادة موضوع يهتم بالممارسة المهنية، وأهمية المهننة والبعد التبصري في الارتقاء بمهنة المدرس، والاستجابة إلى حاجيات المتعلمين والمتعلمات، وتطرق الدكتور بنيونس عليوي الباحث في اللسانيات والتراث؛ إلى موضوع البعدين النضالي والتربوي لدى المهدي بن تومرت على عهد الدولة الموحدية.
كما أبرزت المناقشات التي دارت خلال اليوم الدراسي؛ أهمية البحث في التربية والتكوين وضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية في المشروع التربوي ببلادنا، وقدرته على الرقي بمستويات المتعلمين والمتعلمات في المدرسة المغربية.
وجدير بالذكر أن هذا اليوم الدراسي اختتم بتوصيات تلاها الأستاذ منير كلخة بعد أن قدم له كلمات في حقه، امتزجت بالإشادة بمسيرته النضالية والمهنية وبتوديعه نظرا لالتحاقه بسلك التعليم العالي، ومن بين التوصيات التي خلصت إليها أشغال اليوم الدراسي:
الدعوة إلى تنظيم ندوات علمية في مجال التربية والتكوين بشكل دوري ومكثف من طرف الجامعة الوطنية للتعليم بالناظور، وهيئة دكاترة قطاع التربية الوطنية.
ضرورة انفتاح العمل النقابي على الجوانب العلمية والأكاديمية.
إشراك وزارة التربية الوطنية للنقابات التعليمية في إعداد مشروع تربوي مجتمعي شامل يحقق مبادئ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
تكريس القيم الوطنية في نفوس المتعلمين والمتعلمات وتعزيز مبادئ الإخلاص والولاء للعرش العلوي المجيد، وأهمية دور المدرسة المغربية في تنمية الوعي المجتمعي بالحفاظ على الثوابت الوطنية والدينية للملكة المغربية، والانفتاح على المحيط الدولي ومواكبة التحولات الرقمية.