اورو مغرب سفيان عزام
شهدت أسواق الأغنام في مختلف أنحاء المملكة المغربية، وعلى رأسها سوق بني أوكيل بإقليم الناظور، انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار، خاصة بالنسبة للأضاحي المعروفة بـ “الحولي”.
و يأتي هذا التراجع في أعقاب الإعلان عن إلغاء شعيرة الأضحية لهذا العام، وهو قرار اتخذ بناءً على تعليمات من جلالة الملك محمد السادس، وذلك بعد سنوات من الجفاف التي أثرت على قطاع الماشية في البلاد.
وقد رصدت عدسة “أورو مغرب” هذا الانخفاض بشكل مباشر في قلب سوق بني أوكيل الأسبوعي، الذي يُعد من أكبر الأسواق في إقليم الناظور.
وفي تصريح خاص، أكد سفيان عزام، أحد أعمدة البرامج المتميزة بمؤسسة “أورو مغرب”، أن الأسعار الحالية للأغنام تشهد تراجعًا واضحًا مقارنة بالأسعار التي كانت سائدة في الفترة نفسها من العام الماضي.
ويُعزى هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى إلغاء الأضحية، الذي أدى إلى تراجع كبير في الطلب على الأغنام المخصصة لهذه الشعيرة الدينية، فبعد أن كان التجار والمربون يعلقون آمالًا كبيرة على موسم عيد الأضحى لتسويق أعداد كبيرة من رؤوس الماشية، وجدوا أنفسهم أمام وفرة في العرض وقلة في الطلب، مما دفع بالأسعار نحو الانخفاض.
ويعكس هذا الوضع التحديات الكبيرة التي يواجهها مربو الأغنام في ظل الظروف المناخية الصعبة وتداعيات القرارات المتعلقة بالشعائر الدينية، فبعد سنوات من المعاناة من الجفاف وتأثيره على المراعي وتكاليف الإنتاج، يأتي إلغاء الأضحية ليضيف عبئًا آخر على كاهلهم.
من جهة أخرى، قد يرى بعض المستهلكين في هذا الانخفاض فرصة لشراء الأغنام بأسعار معقولة للاستهلاك الشخصي، إلا أن التأثير الأكبر يبقى على المربين الذين يعتمدون بشكل كبير على موسم الأضاحي لتحقيق جزء كبير من أرباحهم السنوية.
ويبقى السؤال مطروحًا حول الآليات التي يمكن اتخاذها لدعم مربي الأغنام في هذه الظروف الاستثنائية، وضمان استدامة هذا القطاع الحيوي في ظل التحديات المناخية والاقتصادية المتزايدة، إن الوضع الحالي في سوق بني أوكيل، كما رصدته “أورو مغرب”، يُعد مؤشرًا واضحًا على التحولات التي يشهدها قطاع الأغنام في المغرب في أعقاب قرار إلغاء أضحية العيد لهذا العام.