حين تتحول الادعاءات إلى سلاح للابتزاز: تامنصورت تحت تأثير بلبلة مفتعلة

euromagreb4 مايو 2025آخر تحديث :
حين تتحول الادعاءات إلى سلاح للابتزاز: تامنصورت تحت تأثير بلبلة مفتعلة

 

تعيش مدينة تامنصورت هذه الأيام على وقع جدل واسع خلفته تصريحات أحد الأشخاص، يقدّم نفسه كفاعل جمعوي وسياسي، خرج إلى العلن مدعياً امتلاك تسجيلات صوتية لمجموعة من المسؤولين المحليين، ورافعاً شعارات محاربة الفساد وكشف المستور. لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز المعقول حين تحدث عن وجود جثث، من بينها جثث أطفال، مدفونة في تراب المنطقة.

هذه التصريحات التي وُصفت من قبل عدد من الفاعلين المدنيين بـ”العبثية”، طالت أيضاً اتهامات مباشرة لبعض أصحاب المقاهي، اتهمهم المعني بالأمر بارتكاب جريمة قتل داخل فضاء عمومي، في سابقة من نوعها، أقل ما يقال عنها إنها تهديد صارخ للسلم المجتمعي ومحاولة خطيرة لضرب الثقة في المؤسسات.

غير أن الوجه الحقيقي لهذا الشخص لا يتوافق مطلقاً مع الصورة التي يحاول رسمها لنفسه. فالمعني حديث الخروج من السجن على خلفية قضايا تتعلق بالنصب والاحتيال، كما أنه موضوع مذكرات بحث وطنية. ورغم ماضيه المثقل بالسوابق، فقد قرر العودة إلى الواجهة من بوابة الادعاءات المروعة، مستعملاً لغة التشهير والتخويف، في محاولة مكشوفة لإثارة الانتباه أو ربما لممارسة نوع من الابتزاز تجاه بعض المسؤولين.

ما يثير الاستغراب هو أن كل هذه الادعاءات لم تستند على أي دليل ملموس، لا وثائق، لا تسجيلات، ولا شهود. فقط ادعاءات طافية على السطح، تُروّج في الفضاء الأزرق، وتُطلق دون ضوابط، كأنها سلاح يُلوَّح به لأغراض شخصية لا علاقة لها لا بالسياسة ولا بالجمعيات.

وفي رد فعل سريع، دعت فعاليات المجتمع المدني السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش إلى التدخل العاجل لفتح تحقيق دقيق حول ما تم ترويجه. ليس فقط لكشف الحقيقة بشأن هذه المزاعم، بل أيضاً لمساءلة صاحبها قانونياً إن ثبت أن الهدف منها هو الابتزاز، أو المسّ بسمعة المدينة وساكنتها ومؤسساتها.

الأجهزة الأمنية المغربية، التي تُحترم إقليمياً ودولياً لما تبذله من مجهودات في حفظ النظام ومكافحة الجريمة، ليست في عطلة. وأي حديث عن تواطؤ أو صمت، دون سند، هو إهانة لهيبة الدولة وضرب لثقة المواطن في مؤسساته. أما الإدعاء بوجود “جثث أطفال” دون أي إجراء قانوني مصاحب أو تحرك ملموس، فهو ضرب من الخيال الذي لا يخدم سوى أجندات خفية.

ما يحدث اليوم في تامنصورت يستوجب وقفة تأمل. فبين حرية التعبير والتشهير شعرة، وبين محاربة الفساد وركوب الموجة هاوية. والمجتمع، بكل مكوناته، يجب أن يعي أن كرامة الأشخاص والمؤسسات لا يجب أن تُسلَّم لأصحاب السوابق ممن يحاولون تبييض صفحاتهم السوداء بأقنعة مزيفة.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    Translate »