اورو مغرب سفيان عزام
تحول مطار الناظور العروي، الذي يعتبر بوابة رئيسية للعديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في أوروبا والمنحدرة من منطقة الريف، إلى نقطة استياء متزايد بسبب الارتفاع الملحوظ في أسعار تذاكر السفر عبره ، ففي الوقت الذي يستعد فيه الكثيرون لقضاء عطلهم وزيارة أهلهم وذويهم، يصطدمون بواقع أسعار تفوق في كثير من الأحيان مثيلاتها نحو مطارات أخرى بالمملكة، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول أسباب هذا الغلاء وهل يدفع مسافرو الناظور الثمن الأغلى للوصول إلى ديارهم؟
تتعدد شكاوى أفراد الجالية الريفية حول هذا الموضوع، حيث يعبرون عن استيائهم من التفاوت الكبير في الأسعار بين مطار العروي وباقي المطارات المغربية التي تستقبل رحلات من نفس المدن الأوروبية، هذا الوضع يدفع البعض منهم إلى تفضيل السفر عبر مطارات أخرى، قد تكون أبعد جغرافيًا، ولكنها تقدم أسعارًا أكثر منطقية وتناسبًا مع ميزانيتهم.
إن هذا التوجه يثير عدة تساؤلات حول العوامل التي تساهم في ارتفاع أسعار التذاكر نحو مطار الناظور العروي، هل يتعلق الأمر بسياسات شركات الطيران التي تعتبر هذا المطار سوقًا ذا طلب مرتفع؟ أم أن هناك عوامل أخرى مرتبطة بتكاليف التشغيل أو الضرائب المفروضة على الرحلات الجوية التي تهبط في هذا المطار؟ يبقى تحديد الأسباب الدقيقة لهذا الارتفاع أمرًا ضروريًا لفهم المشكلة والبحث عن حلول لها.
الأمر الذي يستدعي الانتباه هو استمرار هذا الوضع دون تدخل يذكر لتنظيم وتقنين أسعار التذاكر، على غرار ما هو معمول به في مطارات أخرى بالمملكة، فهل ستبقى الأمور على حالها، ليتحمل مسافرو الناظور عبء هذه الأسعار المرتفعة؟ أم سيكون هناك تحرك جاد من الجهات المعنية لإيجاد حلول عادلة تضمن حق الجميع في السفر بأسعار معقولة؟
في هذا السياق، يبرز الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه برلمانيو إقليم الناظور في التدخل لدى السلطات المختصة، فهم يمثلون صوت المواطنين وقادرون على نقل معاناتهم ومطالبهم إلى الجهات المسؤولة.
إن المطالبة بفتح تحقيق في أسباب ارتفاع الأسعار والضغط من أجل وضع آليات لتنظيمها وتقنينها يعتبر خطوة ضرورية لرفع الحيف عن مسافري المنطقة.
إن قضية ارتفاع أسعار تذاكر السفر عبر مطار الناظور العروي ليست مجرد مسألة اقتصادية فردية، بل هي قضية اجتماعية تؤثر على الروابط الأسرية والاقتصاد المحلي للمنطقة، فارتفاع تكاليف السفر قد يحد من قدرة أفراد الجالية على زيارة وطنهم وأهلهم بشكل منتظم، كما قد يؤثر سلبًا على الحركة التجارية والسياحية بالمنطقة.
ويبقى الأمل معلقًا على تحرك جاد ومسؤول من جميع الأطراف المعنية، سواء كانت شركات الطيران أو السلطات الحكومية أو ممثلي إقليم الناظور، من أجل إيجاد حلول عادلة ومنصفة تضمن حق مسافري المنطقة في التنقل بأسعار معقولة، وتزيل عنهم عبء هذه الصدمة المتكررة في كل مرة ينوون فيها العودة إلى أرض الوطن عبر مطار العروي .
فهل سيتحقق هذا الأمل وتُقنن الأسعار لإنهاء هذا الاستياء المتزايد؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.
عذراً التعليقات مغلقة