اورو مغرب ادريس بنعارف
في خطوة هامة نحو حماية وتنمية الملك العام البحري، ترأس عامل إقليم الناظور، يوم الأربعاء 19 فبراير الجاري، أشغال ورشة جهوية حول تدبير هذا المورد الحيوي، وقد انعقدت الورشة بمقر عمالة الناظور، تحت شعار “من أجل تدبير مندمج ومستدام للملك العمومي البحري”، وشهدت حضوراً رفيع المستوى لمسؤولين وخبراء في القطاع البحري.
تميزت الورشة بمشاركة المديرة العامة لإدارة الموانئ، والمدير الجهوي للتجهيز، ومديرة وكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا، بالإضافة إلى رؤساء الجماعات الترابية المطلة على الواجهة المتوسطية، وممثلي المصالح الخارجية لجهة الشرق، هذا الحضور الوازن يعكس الاهتمام المتزايد بتطوير استراتيجية فعالة ومستدامة لتدبير الملك العام البحري،
تأتي هذه الورشة في سياق جهود المملكة المغربية لتبني مقاربة مندمجة ومستدامة في تدبير الملك العمومي البحري، بهدف حمايته من التدهور البيئي والتوسع العمراني العشوائي، وتعزيز دوره كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
شكل اللقاء فرصة سانحة لمناقشة سبل الحفاظ على الموارد البحرية واستغلالها بشكل مستدام، مع التركيز على تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية وحتمية حماية البيئة، كما تم التطرق إلى التحديات المرتبطة بالتوسع العمراني وتأثيراته على السواحل، إلى جانب استعراض آليات تعزيز الحكامة الجيدة في تدبير الملك العام البحري، وفق مقاربة تشاركية تضمن الشفافية والنجاعة في التدبير.
يعد هذا اللقاء محطة مفصلية ضمن استراتيجية تعزيز الاقتصاد الأزرق، الذي يمثل دعامة أساسية لتحقيق تنمية مستدامة، عبر تشجيع الاستثمارات المسؤولة في القطاع البحري، وضمان استغلال عقلاني للموارد البحرية، بما يكفل استدامتها للأجيال القادمة.
يبقى التحدي الأبرز هو تحويل هذه النقاشات إلى قرارات فعلية وآليات تنفيذ ناجعة على أرض الواقع، تضمن حماية الثروة البحرية وتحقيق التنمية المنشودة، ويتطلب ذلك تضافر جهود جميع الجهات المعنية، من قطاع عام وخاص ومجتمع مدني، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال تدبير الملك العام البحري.
تعتبر هذه الورشة الجهوية خطوة هامة نحو بلورة رؤية مشتركة لتدبير الملك العام البحري، وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة، ومن خلال العمل المشترك، يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة في هذا المجال، وضمان استغلال مستدام للموارد البحرية للأجيال الحالية والقادمة.
