اورو مغرب
في رحاب الزجل، حيث الكلمة تعانق الإحساس، والحروف تخرج من عمق الوجدان، شهدت قاعة جمعية آفاق للتربية والإبداع الثقافي مساء السبت 22 مارس 2025 أمسية زجلية استثنائية، كانت بمثابة احتفال بالكلمة الحرة، وتجسيدًا لمعاني الإبداع الصادق.
منذ اللحظات الأولى، كان واضحًا أن هذه الأمسية لن تكون عادية، فقد حملت بين طياتها دفئًا خاصًا، صنعه تفاعل الجمهور مع النصوص الزجلية التي ألقاها المبدعون، وسط أجواء امتزج فيها الشعر بالموسيقى، والتأمل بالإحساس العميق.
لم يكن ديوان “عيق وفيق” للشاعر خالد فولان مجرد عنوان عابر في عالم الزجل، بل كان رسالة قوية، دعوة صريحة للاستفاقة والتأمل في تفاصيل الحياة، والتفاعل مع الواقع بوعي جديد.
هذا الديوان لم يتوقف عند حدود الحكي الشعري، بل كان صدىً لتجربة حياتية عميقة، التقطت تفاصيل المجتمع، وصاغتها بأسلوب فني متفرد ووسط هذا الفضاء الإبداعي، تحول اللقاء إلى ورشة مفتوحة لتفكيك رمزية الديوان، واستكشاف أبعاده الفكرية والجمالية.
وكان للأستاذ محمد الزاوي دور محوري في إدارة الأمسية، حيث لم يقتصر دوره على تقديم الديوان فقط، بل قاد الحوار بأسلوب سلس وعميق، مما أتاح الفرصة لخالد فولان للكشف عن الخلفيات التي صنعت نصوصه، والتحدث عن مصادر إلهامه.
بأسئلته الذكية ونقاشاته الثرية، جعل الزاوي من الجلسة مساحة للحوار الثقافي، حيث تفاعل الحاضرون مع الطروحات التي قدمها فولان، ما أغنى اللقاء وأضاف إليه بُعدًا نقديًا مهمًا.
لم يكن “عيق وفيق” وحده بطل هذه الأمسية، فقد زين فضاء اللقاء نخبة من الأسماء الزجلية التي تألقت بنصوصها وإلقائها القوي، وكان لكل منهم بصمته الخاصة التي أضفت ألوانًا مختلفة على المشهد الإبداعي، ومن بينهم:
ولم تكن هذه الأمسية مجرد حدث عابر، بل كانت لحظة استثنائية جسدت المعنى الحقيقي للزجل كفن يجمع بين الكلمة والروح، بين الإحساس والوعي بل خرج الحضور وهم يحملون في ذاكرتهم صدى الحروف، ودفء اللقاء، وأملًا بأن يستمر الإبداع في مداعبة القلوب، وإيقاظ الوعي، كما فعل ديوان “عيق وفيق” في هذه الليلة الزجلية الباذخة.
عذراً التعليقات مغلقة