اورو مغرب
حاوره الكاتب الصحفي: إبراهيم بن مدان
جمعية موشي بنميمون للتراث المغربي اليهودي وثقافة السلام عمرها 4 سنوات، ومن بين أهدافها السامية، محاربة كل أشكال معاداة السامية والتحريض على العنصرية ضد اليهود والدفاع عن وحدتنا الترابية.
في هذا الحوار سنناقش موضوع معاداة السامية في المغرب. والتي في الحقيقة لا ترقى لمثيلتها في أوروبا أو الشرق الأوسط أو أمريكا …لأن المغرب حسب رئيس الجمعية كان دائما مكانا هادئا لليهود وملجأ آمن ليهود العالم في ظل ملوك الدولة العلوية الشريفة.
س: بداية ماذا تعني بمعاداة السامية؟
ج: ربما الكثيرون لا يعرفون جيدا ماذا تعني معاداة السامية. فهي واضحة كوضوح الشمس في قلب السماء، وتعني معاداة اليهود والتحريض ضدهم والدعوة إلى مسحهم من خريطة العالم، وكما نعلم فالسامية مرتبطة بسام ابن نوح والذي يحمل المنتسبين له عرقيا صفة سامي، فالعرب والأراميون والفنيقيون والكلدانيون والسريان والآشوريين واليبوسيون و الأموريون و الفراعنة ينحدرون من العرق السامي رغم تحفظ علماء الأركيولوجيا وعلم الأعراق على إعطاء صفة سامي لكل هؤلاء بسبب التزاوج والاختلاط العرقي مع شعوب غير سامية.
على العموم عندما نقول معاداة السامية فإننا نقصد معاداة اليهود والدعوة الصريحة لإبادتهم والقضاء عليهم.
وقد عرف التاريخ حملات إبادة كثيرة اتسمت بمحاولة إبادة اليهود .مثل السبي البابلي قبل الميلاد، مرورا بطرد اليهود من أرض إسرائيل سنة 70 ميلادية ومحاولة إبادتهم. إبادة القبائل اليهودية خيبر وبني قريضة في الجزيرة العربية أثناء التوسع الإسلامي ، محاولة ملكة قشتالة إبادة وطرد اليهود من إسبانيا، ومرورا بالعهد الإمبراطوري الروسي ومحاولة الأباطرة الروس إبادة اليهود، انتهاء بالعهد النازي ومحاولة النازيين إبادة الوجود اليهودي من أوروبا، وحتى العالم الإسلامي عرف فترات عصيبة على اليهود لكن كانت متفرقة ولا تصل لمستوى الإبادة النازية.
س: هل يمكننا اعتبار ما حدث في 7 أكتوبر 2023 معاداة للسامية؟
ج: بالطبع هذا تجلي من تجليات معاداة السامية والحقد الدفين ضد كل ماهو يهودي.
وحاليا مأساة 7 أكتوبر 2023 التي عرفت إبادة المئات من النساء والأطفال والشيوخ والرجال والشباب من طرف حركة حماس (الإرهابية) وما تلاها من اختطاف لهؤلاء والتسبب في إشعال حرب لازالت لحد الآن.
لكن الغريب في الأمر أنه منذ 7 اكتوبر. عرف العالم موجة غير مسبوقة من خطاب الكراهية والتطرف والدعوة والتحريض ضد اليهود وصل لحد الاعتداء على اليهود وعلى أماكن عبادتهم وتجارتهم ونسائهم وأطفالهم … في كل مكان في العالم خصوصا أوروبا وأمريكا. أما العالم الاسلامي والتحريض غزا وسائل التواصل الاجتماعي والمساجد والمدارس و الشوارع …بحيث استغلت جماعات (إرهابية) حالة الحرب في الشرق الأوسط لاستغلال المدارس لنشر خطاب الإرهاب والتطرف والعنف والكراهية ضد اليهود، والتحريض والإشادة بعمليات اختطاف النساء والرجال والأطفال والشيوخ والرجال والاعتداء عليهم، مذكرا بغزوات القرون الوسطى.
فنجد (ع. ه) في المغرب و مرصده الذي لا يرصد معاناة الشعب. أحد أبرز الجماعات الإسلامية المتطرفة التي استغلت حالة الحرب والحرية التي تمنحها الدولة، من أجل تنظيم مسيرات تحرض على (الإرهاب) وتحرض ضد اليهود. ووكأننا في أيام عز النازية عندما كانوا يخرجون في الشوارع ويعتدون على اليهود في ألمانيا.الفرق أننا في المغرب وفي سنة 2024. فظاهرة معاداة السامية أصبحت رائجة ومربحة لهذه الجماعات الإسلامية التي تستغل القضية الفلسطينية من أجل الوصول للسلطة أو ربح المال أو مكاسب أخرى.
س: هل هناك أحزاب سياسية منخرطة في معاداة السامية؟
ج: نعم المشكل حتى أن هناك أحزابا يسارية علمانية انخرطت بدورها في معاداة السامية والتحريض على (الإرهاب) بدعوى دعم المقاومة.
فمنذ متى كان اختطاف النساء والأطفال والشيوخ والعجائز و الرجال والشباب والشابات. مقاومة ؟
لهذا فمعاداة السامية ستبقى حاضرة مادامت الدولة لم تتخذ إجراءات زجرية ضد كل من يحرض عليها ويشيد بها ويدعو لها عبر كل الوسائل .وسيبقى (الإرهاب) حاضرا مادامت ليست هناك إرادة جدية للقضاء على الجماعات المتطرفة و كتبهم العنصرية التي جعلت من كراهية الانسان لأخيه الانسان ركنا من أركانها.
س: بالنسبة لكم، كيف يمكننا محاربة هذه الظاهرة التي عمرها الآلاف السنين؟
ج: يمكننا محاربتها عبر محاربة الفكر المتطرف والكتب التي تحرض ضد اليهود كيفما كان نوعها وتعتبرهم أحيانا حتى قردة و خنازير، فهذه كارثة. كما لا ننسى تغيير البرامج الدراسية التي تحرض على العنف و(الإرهاب) وتكفير الآخر. وعلى حسب علمي هناك كتب تعليمية مازالت تسير على نفس المنهج، ولها تأثير في التلاميذ والأجيال القادمة، بدون أن ننسى وسائل الإعلام والنصوص الدينية التي تحرض ضد اليهود ليل نهار.
س: في نظركم هل نحتاج لقوانين زجرية؟
ج: بالتأكيد لابد من قوانين زجرية، ضد كل أشكال معاداة السامية. والتشكيك في المحرقة النازية التي راح ضحيتها 6 ملايين يهودي.