إقليم كرت : التاريخ والثقافة البنية الإثنوغرافية والانتماء للمجال الحواضر التاريخية والتعمير الحديث الأسطورة والتاريخ

اورو مغرب14 مايو 2023آخر تحديث :
إقليم كرت : التاريخ والثقافة البنية الإثنوغرافية والانتماء للمجال الحواضر التاريخية والتعمير الحديث الأسطورة والتاريخ

اورو مغرب : بقلم الأستاذين برومي عبد الوهاب ويوسف السعيدي

الفصل الرابع: الانتماء للمجال والنظام الاجتماعي.. دراسة سوسيوتاريخية لفرقة إزنودن من ربع بني بوغمران بقبيلة بني_شيكر :
2- بنية الفرق وفروعها:
يستحيل أن نحيط بجميع الأصول لساكنة إزنودن بسبب عدم استقرارها، وهجرتها الموسمية إلى الجزائر أيام الحصاد، وفي مواسم جني الكروم. استقرت بمجاله خمس فرق وهي: إجرومن أو إيرومن، وياث أوسعيد، وإمجاظ، وإبومزوغن، وأسرة بوعجاج.
● فرقة إجرومن:
تنتمي هذه الفرقة إلى محمد الشكري الوغماري الداودي، الملقب بأجروم أو أكروم، من أعقابه محمد أجروم، والمقدم أجروم، اللذان منهما فرقة إجرومن، تعرفنا على ابني محمد المكنى أجروم، وهما محمد الملقب بشملال، وعلي أيروم.
● الأصل الداودي لأجرومن ومجال استقرارهم:
يشير صاحب وثيقة “تقييد نسب قبيلة قلعية” إلى أن الداوديين وفدوا على قلعية من بني_يزناسن ، بعد أن هاجروا إليها من جبل مدغرة نواحي فكيك . استقرت فرقة منهم في امطالسة ، وأخرى في بني تمايت ب بني_سعيد ، والثالثة في قلعية ببني بوغمارن، وتوجد فرقة منهم في أولاد_ستوت ، على جانب الطريق الرابط بين زايو و راس_الماء من قبيلة كبدانة ، استقر أولاد داود في قلعية في أماكن ثلاث:
– على سفح جبل دهار أجنا المقابل لـ “جاف إظوظان”، المشرف على بني بوغمارن.
– وعلى سفح هضبة تازوضا، شمال شرق دوار تيغانيمن.
– وقرب منبع “إغزارن تزوضا” أحد روافد إغزار أوماسين؛ وهي فرقة إريحين يطلق عليهم آيت ثويزا، بمعنى اللهجة المحلية “إني إتزيضن” الذين يتولون مهمة الكيل بخزائن تازوضا، وخاصة إذا علمنا أن اسم تازوضا مرتبط بالخزن، والكيل، وتتوفر على منطقة كبيرة شيدت فيها مطامر الخزن، ويطلق عليها لهري، وبجانبها سوق قديم يطلق عليه “سوق ن رومان”. ومجال ياث ثويزا في إريحين، وقرب الحصن، وهو المجال الأول للداوديين بقلعية ، منذ دخولهم إلى المنطقة مع بني مرين، حسب ما يفهم من رسم ممتلكات أيروم الداودي المشار إليه سابقا.
● إجرومن في قلعية .. علاقتهم بحكام تازوضا ودورهم الاجتماعي:
“إجرومن” أو “إكرومن” مفرده أجرام، أو أكرام؛ وهو المرابط أو الفقير المتخذ طريقة التصوف، أو الرجل المعتقد فيه الصلاح والبركة، والكلمة يعود مدلولها إلى ما قبل الإسلام (1)، وتعني أيضا؛ أول حلاقة شعر الصبي على هيئة مخصوصة، وتسمى “أسكورم”، وتتم على يد أكرام بعد أن يستكمل الصبي أربعين يوما من عمره، انقرض تداول كلمتي أكرام، وأسكورم، وتنوسي معناهما عند أهل الريف ، واحتفظوا بهما في موقعين: في متن أسطورة السلطان الأكحل الذي جاء على لسانه، حينما خاطب أم الطفل الصغير أيروم، الذي حلقت جزءا من شعر ابنها، وجعلت الباقي ضفائر، جاء على لسانه. “واش كروم ولا كرومة؟”. والموقع الثاني في دعوة النساء على أحد ما بالبلاء “إوشاش أربي أكرام”، التي تعني البلاء كالذي كاد أن يودي بحياة طفل أيروم، لولا يقظة أمه وذكائها، حسب ما تفيده أسطورة إبادة أطفال قلعية على يد السلطان الأكحل.
لعبت فئة إجرومن في المجتمعات الأمازيغية أدوارا أساسية، واجتماعية (2)، بحيث اعتمد عليهم السلاطين، والحكام في ضمان ولاء القبائل، وتجميعها وتأطيرها سياسيا وفي هذا السياق برز أيروم أو أكروم كشخصية قيادية في فرقة أولاد داود سند قواد تازوضا على عهد الوجود المريني بالريف الشرقي إلى حدود جهاد قلعية ضد الوجود الأجنبي بمليلية (3) كما أنهم تولوا الزعامة الدينية، واضطلعوا بالدور التحكيمي، سواء بين الأفراد أو بين الجماعات، وبفضل مكانتهم الاجتماعية كانت منازلهم مستودعا لممتلكات الناس، الذين اعتادوا على الهجرة الموسمية من قلعية إلى الجزائر ، كما أنهم مارسوا التطبيب الشعبي، لما يعتقده الناس فيهم من الصلاح، والبركة.
————————————————————————–
(1) “التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي”، لأبي يعقوب يوسف بن يحيى التادلي، تحقيق أحمد توفيق، مطبوعات كلية الآداب بالرباط، ص 420.
(2) “معلمة المغرب “، ج 2، ص 609-610.
(3) “المقاومة المغربية للوجود الإسباني بمليلية “، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سنة 1997، ص 128.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.