اورو مغرب
عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم في ايطاليا
في تصريح حديث عبر منصة “تروث سوشال”، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا حادًا لحركة حماس، مؤكداً أن الوقت لا يزال متاحًا أمام الحركة لاتخاذ القرار الصحيح، لكنه أشار إلى أن عدم الالتزام قد يؤدي إلى نهاية “سريعة وقاسية” للحركة. هذه التصريحات تأتي وسط تصاعد التوترات في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بقضية الأسرى والجثث المحتجزة.
وأوضح ترامب أن عدة دول حليفة للولايات المتحدة عبرت عن استعدادها للتدخل في قطاع غزة للقضاء على حركة حماس “بقوة كبيرة”، لكنه أكد أن هذا التدخل العسكري ليس ضروريًا في الوقت الراهن، مشددًا على ضرورة إعطاء فرصة للحركة لتصحيح موقفها.
في الوقت ذاته، تستمر حركة حماس في تسليم جثث بعض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، حيث لا يزال هناك 15 أسيرًا وفقاً لما تعلنه السلطات الإسرائيلية. وفي ظل هذا الواقع، تنسق إسرائيل مع الولايات المتحدة لإطلاق قوة دولية مشتركة تهدف إلى البحث عن جثث الأسرى وتسريع عملية استرجاعها، وهو أمر يشكل محورًا رئيسيًا في المفاوضات القائمة بين الأطراف.
وأعرب مسؤولون مطلعون على جهود إنشاء هذه القوة الدولية عن تفاؤلهم بإمكانية إحراز تقدم ملموس في هذه القضية، خصوصًا بعد زيارة مبعوث ترامب الخاص إلى المنطقة وتواصل وفود دبلوماسية أمريكية وإسرائيلية. ويشدد هؤلاء على أهمية استكمال ملف استرجاع الجثث كشرط أساسي للمضي قدمًا في مراحل الاتفاق المحتملة.
من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تسليم جثتي أسيرين إسرائيليين مساء الثلاثاء في قطاع غزة، في خطوة تعكس التزام الحركة بالاتفاقيات المبرمة رغم ما تواجهه من صعوبات كبيرة في عمليات الانتشال بسبب الظروف الميدانية المعقدة.
وأكد خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة ورئيس وفد التفاوض، حرص الحركة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، معبراً عن أمله في زيادة المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات السكان في القطاع. كما وصف الحية تصريحات الوسطاء والرئيس الأمريكي السابق بأنها تعطي مؤشرات إيجابية على انتهاء الحرب في غزة.
هذه التطورات تشير إلى أن ملف غزة، رغم تعقيداته، ما زال يتطلب متابعة دقيقة من جميع الأطراف المعنية، مع ضرورة التركيز على تنفيذ الاتفاقات التي تهدف إلى تحقيق التهدئة وإعادة الحقوق، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الإنسانية للأسرى والجثث المحتجزة.
في هذا السياق، تبقى التصريحات التحذيرية جزءًا من استراتيجية الضغط السياسي والدبلوماسي التي تمارسها الولايات المتحدة على حركة حماس، بهدف دفعها للامتثال للشروط وتفادي التصعيد العسكري. وبينما يستمر التوتر على الأرض، يتعين على المجتمع الدولي دعم الجهود الرامية إلى تحقيق حل مستدام يحفظ حياة المدنيين ويعيد الأمل إلى سكان غزة.