اورو مغرب
بيان صحفي بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة الإسلاموفوبيا في 15 مارس
هجوم كرايستشيرش إنذار بضرورة مكافحة الإسلاموفوبيا بحزم
قبل ست سنوات خلت هز الهجوم الإرهابي اليميني المتطرف على مسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية العالم، حيث تم قتل 51 مسلمًا بوحشية أثناء تأديتهم الصلاة. لم تكن هذه المجزرة حادثًا فرديًا، بل كانت انعكاسا لاستشراء الإسلاموفوبيا في كثير من دول العالم. وفي اليوم الدولي لمناهضة الإسلاموفوبيا يحيي المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ذكرى ضحايا كرايستشيرش، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد انتشار كراهية الإسلام، والتحريض على العنف.
وفي هذا الصدد قال رئيس المجلس الأعلى، عبد الصمد اليزيدي بأن “الهجمات الوحشية في كرايستشيرش أظهرت لنا إلى أي مدى يمكن أن يؤدي استشراء الإسلاموفوبيا عندما تتجاهل الكراهية ويسمح لها بالانتشار”، وأكد بأن “العدد المتزايد من الهجمات والاعتداءات العنصرية ضد المسلمين، فضلاً عن خطاب الكراهية والتمييز، يحتم علينا اتخاذ إجراءات فورية – ليس فقط في المناسبات التذكارية، بل كل يوم”.
وتشير الإحصائيات إلى أرقام مقلقة: ففي عام 2023، تم تسجيل 1464 جريمة كراهية ضد المسلمين في ألمانيا، بما في ذلك 70 اعتداءً على المساجد – وهو ارتفاع مقلق بنسبة تزيد عن 140% مقارنة بالعام السابق. كما سجل مركز التوثيق CLAIM
1926 حالة تمييز ضد المسلمين – أي أكثر من ضعف الحالات المسجلة في العام الماضي. وتُعد النساء المسلمات المحجبات الفئة الأكثر تعرضًا لهذه الاعتداءات. كما تُظهر دراسات، مثل دراسة لايبزيغ حول السلطوية في 2024 ودراسة مؤسسة فريدريش إيبرت 2023، أن المواقف العنصرية والمعادية للمسلمين أصبحت أكثر قبولًا اجتماعيًا، مما يهدد القيم الديمقراطية الأساسية.
ولا يكاد يمر أسبوع دون وقوع اعتداءات على المساجد والمسلمين. والهجمات المتزايدة على المؤسسات الإسلامية، إلى جانب القبول المتزايد لمشاعر العداء للإسلام، تؤكد أن ما حدث في كرايستشيرش ليس حادثًا معزولًا، بل هو خطر دائم قد يتصاعد في أي وقت في ألمانيا أيضًا. فعندما تُترك الخطابات العنصرية دون رد في السياسة والإعلام، فإن ذلك يشجع التيارات المتطرفة على استهداف المسلمين بشكل علني.
لذلك، يطالب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا الحكومة، والإعلام، والمجتمع المدني في ألمانيا بما يلي:
1. تعيين مفوض مختص بالحياة الإسلامية ومكافحة الإسلاموفوبيا، بهدف تسليط الضوء على العنصرية الهيكلية وكراهية الإسلام، وتنسيق الإجراءات، وتعزيز الوعي السياسي حول هذه القضية.
2. مكافحة العنصرية ضد المسلمين بحزم من خلال إجراءات سياسية واضحة وتطبيق صارم للقانون.
3. تعزيز حماية المساجد والمؤسسات الإسلامية لمنع الاعتداءات.
4. التزام حازم من جميع القوى الديمقراطية ضد الإسلاموفوبيا.
5. ضمان تغطية إعلامية عادلة ومتوازنة تسهم في إزالة الأحكام المسبقة بدلاً من تعزيزها.
لقد كانت مجزرة كرايستشيرش تحذيرًا يجب أن يحمل على محمل الجد. فالعنصرية ضد المسلمين لا تهدد المسلمين فقط، بل تمثل خطرًا على السلام الاجتماعي والقيم الديمقراطية في المجتمع ككل. ومن أجل ذلك يدعو المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا السياسيين ووسائل الإعلام والمجتمع المدني إلى الوقوف بحزم ضد الكراهية والتحريض. فقد حان الوقت لإظهار التضامن والتكاتف من أجل مجتمع مفتوح وعادل للجميع.
للتواصل: presse@zentralrat.de
المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا
كولونيا، 15 رمضان 1446 الموافق ل 15 مارس 2025
عذراً التعليقات مغلقة