اورو مغرب ادريس بنعارف
شهدت الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور ، والتي انطلقت تحت شعار “ذاكرة السماء والأرض”، لحظة تاريخية بتكريم أحد أبرز رموز النضال النقابي بالمغرب ، السيد محمد بوجيدة ، هذا التكريم جاء اعترافاً بدوره الكبير في الحركة النقابية والسياسية والثقافية ، وتقديراً لمسيرته الحافلة بالنضال والتضحيات.
لم يكن اختيار السيد بوجيدة لتكريم كهذا اعتباطياً ، بل جاء نتيجة لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات ، فقد عرف السيد بوجيدة بنضاله الدؤوب من أجل حقوق العمال وتحسين أوضاعهم ، كما ساهم بشكل كبير في تطوير الحركة النقابية بالمغرب ، وإلى جانب نشاطه النقابي ، كان للسيد بوجيدة دور بارز في المجال الثقافي ، حيث ساهم في دعم العديد من المبادرات الثقافية والفنية.
يأتي هذا التكريم في وقت تشهد فيه الحركة النقابية تحولات كبيرة ، وهو يحمل في طياته رسالة قوية تؤكد على أهمية دور النقابات في المجتمع ، ودور النقابيين في الدفاع عن حقوق العمال وتحسين أوضاعهم ، كما أنه يمثل اعترافاً بدور الثقافة والفن في بناء مجتمع عادل ومتضامن.
اختيار مهرجان الناظور الدولي للسينما والذاكرة المشتركة لتكريم السيد بوجيدة ليس بالصدفة ، فهذا المهرجان يعد منصة هامة للحوار الثقافي والاجتماعي ، ويهدف إلى تسليط الضوء على القضايا التي تهم المجتمع ، وتعتبر هذه الدورة ، التي تحمل شعار “ذاكرة السماء والأرض”، فرصة مناسبة لتكريم رموز النضال من أجل العدالة الاجتماعية والبيئية.
تكريم السيد محمد بوجيدة في مهرجان الناظور يعد حدثاً هاماً ، ليس فقط لأنه يخلد ذكرى رجل كرس حياته للنضال ، بل لأنه يؤكد على أهمية تذكر الماضي والاستفادة من دروس التاريخ في بناء المستقبل ، كما أنه يشجع الأجيال الصاعدة على مواصلة النضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.