نورالدين شوقي يكتب : القايد عدو بن عيسى الكبداني في سطور (1905/1924)

نورالدين شوقي باحثٌ في التاريخ والتراث الكبداني /
ينحدر القايد عدو بن عيسى من فرقة الزخنين التابعة جغرافياً لقبيلة كبدانة .
بدأ ظهوره كقائدٍ حينما قرر الجيلالي الزرهوني والمعروف ببوحمارة تأليف حكومة في سلوان فعينه قائدا إلى جانب قيادٍ آخرين تم توزيعهم على رأس القبائل التابعة لسلطته. وتعود قصة هذا التعيين الحكومي حينما استقر بوحمارة في قبيلة بني بويفرور سنة 1905.
ومع بداية 1909 عرفت منطقة الريف الشرقي والغربي مناهضةً غير مسبوقةٍ للإسبان من قبل سكان القبائل وزعمائها. وفي هذه الأثناء كان الزعيم أمزيان يرتب الأمور لمواجهة الإسبان، وبحكم تنقلاته في أوساط القبائل إضافةً إلى معارفه الكثيرة بمنطقة كبدانة تمكن من استقطاب القايد عدو الزخنيني والذي سيحارب الإسبان إلى جانبه بدءً من سنة 1909. وبعد توالي الانتصارات لأمزيان على الإسبان لجأ القايد عدو إلى بركان وبقي هناك إلى حدود 1910 وهي السنة التي استماله فيها الإسبان للعودة إلى موطنه إزخنينن. ولدى عودته قام الإسبان ببناء منزل له بزايو سيكون له مسكناً، ويُعتبر هذا المنزل من الديار الأولى التي بناها الإسبان لأول قائدٍ بزايو المركز.
وفي 13 أبريل من السنة نفسها زار القايد عدو العاصمة الإسبانية مدريد رفقة وفدٍ مكون من مجموعةٍ من القواد ذهبوا هناك لملاقاة ملك إسبانيا . في يوم 29/06/1910 قام القبطان الإسباني Parache بتأسيس فرقةٍ من الخيّالة تتكون من 50 فارساً بزايو وقد ترأس استعراض فرقة الخيالة هاته كل من عدو بن عيسى وامحمذ بوصفية، ولكونهما كانا قائدين بارزين بالمنطقة عُيّنا من طرف القبطان لتولي قيادة فرق الخيالة نيابةً عنه.
في سنة 1922 استقبل القايد عدو والقايد بوصفية سيدةً من طبقة النبلاء تدعى Markeza del Mirito جاءت من مليلية مع وفدٍ مرافقٍ لها إلى زايو وذلك لتعيين القايد بوصفية رئيساً لقبيلة كبدانة بأمرٍ من قيادات حكومة مليلية .
وفي 12 سبتمبر 1923 وقع انقلابٌ عسكريٌّ داخل إسبانيا تسلم الحكم فيه الجنرال بريمودي ريفيرا فأعلن عن سياسةٍ جديدةٍ لبلاده في المغرب .
وفي سنة 1924 اكتشف الإسبان أن القايد عدو بن عيسى الزخنيني كان يعمل ضد مصالحهم في المنطقة الشرقية طوال المدة التي استمالوه من بركان فنصبوا له كميناً ببلدة زايو فاغتيل رمياً بالرصاص نواحي سيدي عثمان..