اورو مغرب : محمد الزبتي
بات سكان جماعة أزغنغان ونواحيها يلمسون واقعًا سياسيًا جديدًا يتشكل تدريجيًا، حيث تلوح في الأفق مؤشرات قوية على تراجع نفوذ حزب “الحمامة” الذي طالما هيمن على المشهد المحلي .
ففي الآونة الأخيرة، لوحظ بشكل متزايد تحول عدد من المنتمين والداعمين التقليديين للحزب نحو البحث عن آفاق سياسية مغايرة، وهو ما تجسد في إعلان بعض المستشارين المحسوبين على “الحمامة” عزمهم خوض الانتخابات القادمة بألوان حزبية أخرى.
هذه التحولات المتسارعة تطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل”الحمامة” في معقلها بأزغنغان، بل وتثير احتمالية فقدانه السيطرة على مجلس الجماعة،وهو ما قد يمتد ليشمل حتى المجالس الأخرى التابعة له داخل إقليم الناظور.
فما هي الأسباب الكامنة وراء هذا التصدع المتزايد في صفوف “الحمامة”؟ وهل نحن بالفعل على أعتاب نهاية حقبة سياسية دامت طويلًا في المنطقة؟
لا شك أن جملة من العوامل المتداخلة تساهم في رسم هذا المشهد السياسي الجديد، فمن جهة قد يكون الأداء السياسي للحزب خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى تدبير الشأن المحلي أو تحقيق الوعود الانتخابية، قد خيب آمال بعض الأنصار والمواطنين، مما دفعهم إلى البحث عن بدائل أكثر قدرة على تلبية تطلعاتهم.
ومن جهة أخرى، يمكن أن يكون صعود قوى سياسية جديدة في المنطقة، أو بروز قيادات محلية واعدة تحمل رؤى وبرامج مختلفة، قد استقطب جزءًا من القاعدة الانتخابية التقليدية لـ “الحمامة” كما أن التحولات التي تشهدها الساحة السياسية الوطنية قد تلقي بظلالها على الخارطة الحزبية المحلية، وتدفع بعض الفاعلين إلى إعادة تموقعهم بحثًا عن تحالفات وفرص جديدة.
إن إعلان مستشارين محسوبين على “الحمامة” عن نيتهم الترشح باسم أحزاب أخرى في الانتخابات القادمة يعتبر مؤشرًا بالغ الدلالة على عمق الشرخ الذي يشهده الحزب على المستوى الداخلي ، فهذه الخطوة التي قد تبدو فردية في ظاهرها، تحمل في طياتها رسالة قوية مفادها وجود حالة من عدم الرضا أو فقدان الثقة في قدرة الحزب على تحقيق تطلعاتهم السياسية والشخصية.
بالتأكيد، لا يمكن الجزم بشكل قاطع بمصير “الحمامة” في أزغنغان بناءً على هذه المؤشرات الأولية فالانتخابات المقبلة ستكون الفيصل الحقيقي الذي سيُظهر حجم التغيير الذي طرأ على الخريطة السياسية المحلية إلا أن هذه التحركات المتزايدة تدق ناقوس الخطر بالنسبة لقيادات الحزب، وتستدعي منهم وقفة تأمل ومراجعة شاملة لأدائهم واستراتيجياتهم، إذا ما أرادوا الحفاظ على مكانتهم ونفوذهم في المنطقة التي طالما اعتبرت معقلًا حصينًا لهم.
في الختام، يمكن القول بأن جماعة أزغنغان تعيش على وقع تحولات سياسية مهمة، وأن مشهدًا جديدًا بدأ يتشكل بملامح غير واضحة المعالم بعد والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: هل ستنجح “الحمامة” في استعادة بريقها ولملمة صفوفها، أم أننا بالفعل نشهد بداية العد التنازلي لزمنها في أزغنغان ونواحيها؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذا التساؤل.
ولنا عودة للمضوع .
عذراً التعليقات مغلقة