كيف لي أن لا أحب والدتي والتي أخبرنا الله تعالى أن الجنة تحت أقدامها ، كيف لي أن أقنع بعض الجهلة أنني أحب وطني باعتباره أمي التي أرضعتني وربتني واهتمت بي ، كيف لي ان أخبرهم أن العالم يتغير وطموحاتي وافكاري تريد أن ترى وطني من أحسن الدول وأقواها.
اذا كان طموحي أن أرى المستشفيات العمومية منتشرة في كل رقعة من شبر وطني تستقبل المرضى وعائلاتهم بشكل جيد وتقدم لهم الخدمات الصحية بشكل مجاني دون المرور عبر السماسرة والمحتالين مصاصي دماء المرضى.
واذا كان طموحي ان أرى التعليم يقدم برامج تربوية هادفة جيدة تساير المتطلبات المتسارعة لسوق الشغل دون الضرب في الاستاذ والمعلم الذين يعانون في صمت من القهرة والظلم من إدارة لا تناقشه وعائلة وتلميذ خارج التغطية والذي يأتي من أجل اللعب وان اقتضى الحال ضرب الاستاذ ليتعلم التربية والتعليم من جديد ..
اذا كان طموحي ان أرى برلمان قوي وحكومة أقوى تؤسس على الغيورين على الوطن ورجالاته المغيبون لكونهم يقولون قول الحق ويريدون الاصلاح من أجل وطن يتسع للجميع والشرب بشكل مباشر وسريع على الفاسدين والمفسدين والذين يتكاثرون بشكل لا يصدق وفي جميع المجالات ، ينهبون ويسمسرون في كل شئ ويخرجون خارج أرض الوطن لتمتع وطلب الجنسية لهم و لابنائهم ..
بيني وبينكم الوقت والضمير الإنساني والحب الحقيقي للوطن أن الدولة لن تحتاج في القريب الى المنافقين والمبتزين والفاسدين بالقدر الذي ستحتاج إلى رجالات حقيقيين من اجل اصلاح ما يمكن إصلاحه..
وحتى لا يخبرنا أحد لمفهوم الوطن ولا يسرد علينا مفهوم الثوابت الوطنية التي نحن مقتنع بها ولا يلقننا ذلك أي شخص بل هي قناعة راسخة منذ القديم ..
الله الوطن الملك مسألة محسومة فلا داعي للعب بي الوحل بيننا وبين وطننا الذي نحبه بجنون لا يصدق.
